ستُنفى وتُفنى في كل الأوطان ومن كل الأوطان ستُطرد إن كنت في بلاد العرب وفي بلاد الفرس والرومان وفي بلادك ستموت الأزهار التي كنت تعانقها وتقطع أشجار البيلسان . وإن قتلوك هنا أو هناك ستذبل أحلام صغارك وهم ينظرون للفقد الآتي من بين الجدران لن يقبلوا أخوتك هنا أو هناك لأنكم أبناء هذه الأرض التي كتمت على صدورها الأحزان هذا هو ذنبك يا أبن هذا التراب ليس إلا .. وذنبك أيضا أنك نأيت عن كل هذا العبث والدمار وتريد فقط أن تعيش .. تعيش كإنسان .. لأنك أبن هذا التراب ستُطاردك لعناتهم ستطاردك طعناتهم سترميك سهامهم سيوجهون إليك مدافعهم ، بنادقهم سيحاربون جيوش أخرى على هذا التراب أيضا ولن يكونوا معك لا فيما تقول ولا في ماتفعل وستكون سراباً وقد تكون في نظرهم مجرد طيف من دخان .. لأنك أبن هذا التراب ستُلقى عليك كل التهم أنك عميلٌ وخائن حتى وأنت تعاني من سكرات الموت ومن خيانة بعضهم من جنون حقدهم الآتِ من خلف الكواليس ومن خلف الاسلاك ومن خلف الجدران لأنك أبن هذا التراب .. لابد لك أن تحذر من نخاس باعك بدنانير ألقاه له تاجر الدماء أو حتى ملك خان أرضه وعرضه في لحظة جوع إستثمرتها أيادي الشيطان .. ولأنك أبن هذا التراب ستُنفى وتُفنى في كل الاوطان ومن كل الاوطان في وطنك ستبعثرك الحياة وتشتتك وفي وطنك سيلحقك الحزن وسيسفك دمك وينساب على قارعة الطريق وبين أكوام الحجارة على شرفات تجارتهم بك وبالأرض التي أنجبتك .. وسيتفرق الدم ولن تسعفك إلا رحمات الملك الديان لأنك أبن هذا التراب إينما وليت فثم وجه الموت يتربص في كل الحارات وتقطف زهور الشباب وهي في شدة الزهو والألق تستباح حدائق في عز بهرجها وتقلع العين وتنتزع اليد وتقدم لهم كقربان . ولأنك أبن هذا التراب ستُنفى وتُنفى في كل الأوطان ومن كل الأوطان ومن هذا التراب الذي يكسوه دمك الطاهر القابع في وجدان الأرض وفي ذاكرة السماء ستكون هناك لتسقى أشجار الجنة وفاكهة الرمان . فقط لأنك أبن هذا التراب .. ولأنك أبن هذه الأرض التي كتمت على صدورها الأحزان .