بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم. صادفت الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد البطل العميد/ طه علوان البوكري تأريخ 24 أبريل ذكرى كانت حزينة على كل وطني غيور على وطنه وشعبه الجنوب فقد استشهد هذا البطل في جبهة خور العميرة باب المندب فهو كان مؤسس وقائد هذه الجبهة حينها لدحر مليشيات الحوثي وعفاش من الدخول إلى أرض الصبيحة الطاهرة من دنس المحتلين. نعم فأنت الحي عند رب العرش العظيم تنعم في جنة الخلد بإذن الله مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تنعم بخير صحبة الدنيا والآخرة ... أيها الساكن دارا خيرا من دارنا ، أيها الأكرم منا جميعا ... وهل يحق لنا أن نرثيك وكيف وأنت الشهيد؟ .. أي لسان يوفيك حقك وقد سماك الله شهيدا .. وأسمك على اسم حبيبنا المصطفى طه صلى الله عليه وسلم ..عندما سميت طه لم يكن صدفة فقد نلت كل الكبرياء في الزمن المأسور بالصمت .. أيها الصاعد إلى عالم الانعتاق .. أيها التارك للزوال إلى البقاء .. أي دم رائع قد سال منك قد فاح .. أبيت إلا الصعود فوق القمم .. أبيت إلا مكانا فوق النجوم .. وقفت والشمس في موضع ، تشرق فينا بإشراقها وتغرب عنا بغروبها .. شروقك فينا نور لا يفنى ، وغروبك عنا ذكريات لا تنسى .. يا أبى هيثم .. في مقامك هذا ماذا نذكر ؟ بطولتك، شجاعتك، إقدامك، إيثارك، صبرك، فداؤك كلها ترثيك في اليوم الف مره .. أقسمت أنك أقوى من زمانك ، أعظم من جراحك، أحلى من حياتك، أسبق من فواتك .. اتذكرك بطلا مقداما محبا لدينك ووطنك وشعبك عاشقا لآخرتك ساعيا لها بما سخرت الدنيا في طاعتك وعبادتك وعملك كي تنال حظك الأوفى في الآخرة من الدنيا وما فيها من مباهج والآم وأحزان وترف زائل .. فكنت أيها البطل غرا صعبا على المحتلين ورغم إنك تمنيت الشهادة وتحققت لك لله درك تمنيت وحققت أمنيتك . أي شهيد أنت يا ابن البوكري .. أي شعاع من الشمس أنت تضيء مدارج الصاعدين خلفك؟! مت صامتا إلا من صوت الرصاص يخترق أجساد عدوك .. دمك الأحمر لون بتشديد الواو أماسينا بجمرة الحنون وأضاء الوطن بأمل الانتصار. . دمك الأحمر لن ينسى و مظلمتك لن تبلى .. دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانة ، فإن نسيناه فقد خنا الأمانة .. فأرفع جبينك فوق ضوء الشمس فما زلت حيا لم ترحل وإن واريناك التراب ، فصبحك ينبت ألف صبح ، ودمك ينبت في الميادين الزهور ..أنت في ضمير الأحرار حي.. وفي ضمير التاريخ صفحة مشرقة وهاجة.. أنت للحق المغتصب جولة وصولة وقوة .. طهارتك جزء من طهارة أرضك وعرضك ووطنك .. عظمتك جزء من عظمة دينك ورسولك وشعبك .. كل من يعرف عنك شيئا ظن أن الطيور في السماء تغرد فرحا باستشهادك وتخفق إعجابا لصبر من حواليك حين خرجوا يحملون هدية إلى الوطن الغالي .. زفتك النساء والرجال والشيوخ والأطفال ، حتى الطيور والأشجار والأزهار .. لقد أختارك الله في يومه المبارك فكان رميك على عدوك مبارك فبوركت يا بطلا شهيدا بين الشهداء وبورك البيت الذي شع نورك منه لتكون أهدافك التي خرجت من أجلها أملا و نورا لا تبدده الأيام. جاء موعد اللقاء فنزلت الملائكة واصطفت لاصطحاب روحك الطاهرة إلى بارئها ، فيما تزينت الحور العين لاستقبال زوجها البطل، وتجهزت الطيور الخضراء لتسكنك حواصلها، هكذا وليسدل الستار على صفحة من صفحات جهادك الخالد وحياتك أيها العملاق الخالد ، وتبقى ذكراك حية ترتعش في قلوبنا ووجداننا ، وتبقى ملامحك ترتسم أمام عيوننا في كل حين. وهناك ما يحزننا ولقد وقف قلمي عن التعبير وترك العبرات تنهمر بلا انقطاع ليس حزنا فقط على طه لا والله بل حزنا على جميع شهداءنا ومصير وطن بأكمله إذا تهاونا في استعادته. صحيح نحزن ونتألم ولكن لن يهدا لنا بال حتى يأذن الله بأمره ويتحرر الجنوب وشعبنا العظيم .. دموع الحزن عابرة لكن، القلوب كبيرة بفضل الله والإرادة لا تلين ، وثقتنا بالله وشعبنا أكبر من حقدهم واحتلالهم وتآمرهم. إلى جنات الخلد يا شهيدنا المغوار وكل شهداءنا المغاوير وإننا على دروبكم سائرون.