أبدا حديثي فأقول أجل القمر المسافر في الوجع المشرئب حي عند رب العرش العظيم في جنة الخلد بأذان الله .. بأنك في الفردوس الأعلى مع حبيبنا المصطفي وأنت تنعم بخير صحبة في الدنيا والأخر .. أيها الساكن داراً خيراً من دارنا، أيها الأكرم منا جميعاً ... هل يحق لي أن أرثيك وكيف وأنت الشهيد؟ أي لسان يوفيك حقك وقد سماك الله شهيداً .. يا سيد الكبرياء في الزمن المأسور بالصمت .. أيها الصاعد إلي عالم الانعتاق ... أيها التارك للزوال إلى البقاء ... أي دم رائع هذا الذي منك قد سال . أي عبق هذا الذي منك قد فاح ... أبيت إلا الصمود فوق القمم... أبيت إلا مكاناً فوق النجوم ... وقفت والشمس في موضع، تشرق فينا إشراقها وتغرف عنا غروبها.. شروقك فينا نور لأي فني ، وغروبك عنا ذكريات لا تنسي.. افتقدناك فقد رحلت عنا شهيد وقد تركت صدى ذكراك في قلوبنا لتحفر لنا أجمل معاني الكفاح.. رحلت رحيلا إلي جنان الفردوس دون ميعاد ، ودون وداع. أيها البطل دون تستأذنا بالذهاب .. رحلت لتلتحق بركب الشهداء .. الميامين.. أدعو الله أن يجمعنا هناك في الجنان.. فأذهب إلي بارئك والتقي بأحبائك.. يابطل في مقامك هذا لات حين بيع الرثاء منا : بطولتك، شجاعتك، إقدامك، إيثارك، صبرك، فداؤك كلها ترثيك في اليوم ألف مرة. أقسم أنك أقوي من زمانك، أعظم من جراحك، أحلي من حياتك، أسبق من فواتك.... قد كنت رمزاً من رموز نضالنا... ومثال عزم يحتذي فيك الورى. أنت كالماء نشربه كالظلُ نستظله به .. كالطعامُ نأكله .. كالهواء نستنشقه.. أنت كل شيء فينا.. ذكراك ستبقي في الفؤاد محبة.. إن المحبة لا تباع و تشترى. أستاذنا صادق، بالأمس كنا معاً عند الصباح نتبادل الإخبار باطمئنان في التجمع اليمني للإصلاح، أما الآن أنت حي فينا نشتاق إليك ولكن هذا قدر الرحمن.. يا نفس توبي واستعدي للفنا.. سلامنا إلى روحك التي لازالت تدور حولنا و تفوح برائحة المسك والأقحوان أيها الثائر قسماُ تارك ما راح.. سيجيئ يوم الثأر يقطر بالدم.. أتذكراك بطلاً.. ثائراً مقداماً محباً لوطنك وشعبك و عاشقاً لأخرتك ساعياً لها بما سخرت الدنيا في طاعتك وعبادتك وناضلك.. كي تنال حظك الأوفي في الأخرة من الدنيا وما فيها من مباهج و الأم وأحزان وترف الزائل. تركت الحياة وذلها للباحثين عن التفاهة والمجون.. أيها الثائر، كنت الصبور المستجير بربه.. والمستعين به حسيراً ساهداً.. أيقنت أن الدرب وهي طويلة، زرعت ثراها المستفز مكائداً.. فإذا وقفت وقفت عصفاً راعداً فإذا جلست جلست أفقاً بارقاً. فكنت أيها البطل غراً صعباً على أعداء الوطن.. وان كنت قد نذرت نفسك أن تموت في وطنك الأغر مع رفقاءك. أيها البطل قتلوك لأنك لم تكن يوماً من الأيام رقماً زائداً اغتالوك لأنك واثب ستخيف سطوته الزمان الفاسد، دمك الأحمر لن ينسى ومظلمتك لن تبلى .. دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانة فإن نسيناه فقد خنا الأمانة. فأرفع جبينك فوق ضوء الشمس فمازالت حياً لم ترحل وإن أريناك التراب فصبحك ينبت ألف صبح، ودمك ينبت في الميادين الزهور. أيها الثائر .. أنت في ضمير الأحرار والمناضلين والأبطال حي .. وفي ضمير التاريخ صفحه مشرقة وهابه ..أنت للحق المغتصب جولة و صولة وقوة .. طهارتك جزء من طهارة عرضك وأرضك وقضيتك ووطنك. أيها لقائد ..عظمتك جزء من عظمة دينك ورسولك وأمتك.. كل من يعرف عنك شيئاً ظن أن الطيور في تغرد فرحاً باستشهادك.. تخفق إعجاباً لصبر اهلك وأسرتك وأحبابك حين خرجوا يحملوك اليوم هدية إلى الوطن الغالي. يا سيد الشهداء.. حملوك الثوار فوق النعش والقلب أرتمي .. حزناً علي رؤياك في الأكفان.. سنكمل مسيرتك.. باسمك نغني لليمن الحبيب أيها القائد العظيم وما ضر مثلك أن سفلة القوم ما عرفوك فإن خيرة القوم قد عرفوك .. وما ضر مثلك أن أغلب الفاسدين عابوا فعلك فإن الصادقين عرفوك.. علمتني أيها المعلم كل شيء ربما أدركنا ما تقول، لأن دمك يجري في عروقنا وأنفاسنا من عبق طيبك .. مت صامتاً والخوف يخترق أجساد عدوك .. دمك الأحمر لون أماسينا بجمره الحنون و أضاء الوطن بأمل الانتصار.. أهدافك التي اغتالوك من أجلها أملاً ونوراً لا تبدده الأيام .. علمتني يا شهيد ... لن نكون كالطير ذبيح جاء يركع أمام أولئك الذين ذبحوه .. اغتيالك .. لن يذوب أفكارنا وأحلامنا ثم لا يبقي منها أثر .. أيها البطل .نحن علي دربك سائرون .. وعلى خطاك ماضون .. وعلى مسيرتكعازمون ..وعلى عهدك باقون، نهج وفكرة متمسكون.. واننا إن شاء الله منتصرون. أرقد في قبرك بسلام يا شهيد الثورة الحق ..
