بعد هذا المشوار الطويل من القتل والقتال والخراب والدمار الذى دام على ما يقارب من ستة أعوام كأن يفترض أن تكون النخب والجماعات والأحزاب السياسية (إن كانت سياسية وغير طائفية ولا دموية) قد وصلت إلى قناعة بأن إستمرار مشروع الحرب إنما يعنى المزيد من سفك دماء أبناء الشعب والمزيد من إهلاك وتدمير ما تبقى من مقومات الوطن والقضاء على أخر نفساً تبقى للمواطن . ولكن ما يحدث هو العكس فكل الافتراضات والمؤشرات والإحتمالات التي تدل على انتهاء الحرب أو الإقتراب من إنتهائه سوى بالطرق العسكرية أو السياسية قد نفذت وتلاشت وبنفاذها زاد الصراع والعبث وتضاعف القتل والموت على كل المستويات الأصعدة وفي كل الإتجاهات والمسارات سوى تلك التى تحدث بين أطراف الصراع الأساسي أو تلك التى أستُحدثت بين الفصائل الداخلية لتلك المكونات أو تلك الناتجة عن عبثهم وعن إخفاقهم وفشلهم الذي تعد الأفق ووصل إلى عنان السماء. بعد هذه الأعوام الطويلة من العذاب والمرارة والموت بجميع أصنافه كأن يفترض على هذه النخب والمكونات أن تُراعي ظروف هذا الشعب الذي ذاق على أياديها ما لم يذقه في مجموع عهود آبائه وأجداده وأجداد أجداده إلى تاربخ أن خلق الله الوجود. إن المرحلة القادمة تبدوا من ملامحها بأنها الأكثر دموية والأكثر سحقاً للبشر والأكثر دماراً وعبثاً للوطن خاصة وأن الأطراف الخارجية الداعمة للحرب والموت قد تضاعفت وأطراف الصراع الداخلي قد تزايدت وميادين القتال قد تعددت وحصرت في مأرب وشبوة وأبين والحجرية والسواحل الغربية وهو ما يدل على أن المعارك والموت ستكون في أراضي الشرعية وهذا يُعد في الحسابات العسكرية إنتصار للجماعة الحوثية التي نقلت المعارك من ميادينها إلى ميادين الشرعية.