يقع الكثير من الناس في أوهام تُقال لهم آناء الليل وأطراف النهار وبالتالي يُضلون الطريقَ إلى جادة الصواب والحق، ويسيرُونَ بخُطى سريعة إلى الخديعة والفشل الذريع، للأسف الشديد في الواقع نجدهم كثر، ممن تتبدل أوضاعهم بسبب سوء نية أو ببلاهة فجة، وتغيَّم أمام أنظارُهم الحقائق، فيسيرون في ضبابية خداعة يفرضونها على الناس فرضًا بصلفٍ وتسطيحٍ عجيبٍ يدعو إلى الرِثاء, وفي وقتنا الراهن نرى من يعتلي سدة بعض الجماعات دجاجِلَةٌ بائعي أوهام يعتبرون أنفسهم قادة وزعماء، ولكن هم في الأصل بائعي أوهام ما انزل الله بها من سلطان . وعطفا على حديثي السابق أقول, إن قادة ما يعرف بالمجلس الانتقالي باعوا وهم استعادة الدولة الجنوبية لأنصارهم طيلة فترة طويلة محاولين خداعهم بزخم إعلامي مُنمق ومُضلِّل ومروج لهذا الوهم، والذي دأبتْ عليه وسائلهم الإعلامية، في زمن الرقص على جراح ومعاناة أبناء الجنوب . الجنوبيون البسطاء الذين يهتفون باسم الجنوب وباستعادة دولة الجنوب في كل مسيراتهم، لا يهمهم إلا استعادة الفردوس المفقود والمتمثل بدولة الجنوب، يريدون الجنوب.. والجنوب فقط، ولا يهمهم كيف، ولذلك فهم يصدقون مَن يقول لهم إن الجنوب قادم، لم يتغيّر ولن يتغيّر، حتى وإن كان يبيعهم الوهم ويمنّيهم بلوغ السراب، وما هو ببالغه, هؤلاء الجنوبيون البسطاء هم السوق المثالية لترويج بضاعة الوعود، وبائع الوعود والوهم هم قادة المجلس الانتقالي الجنوبي . اليوم نرى قادة المجلس لانتقالي يفاوضون الحكومة الشرعية على المناصب الوزارية والحكومية التي سوف يغنمونها ونسيوا أو تناسوا ما وعدوا به أبناء الجنوب في استعادة الدولة الجنوبية التي كانت ظاهرها الرحمة وباطنها الخيبة والوهم, لان هذا ما أثبتته الأيام والمشاورات التي تجري في العاصمة السعودية الرياض, ولكن حتماً ستظهر الحقيقة, ويكتشف إتباعهم إنهم اشتروا وهماً عاجلاً أم آجلاً, ويظهر واقعٌ جديد يفرض على الجنوبيين أن يُعيدوا حساباتهم بالعقل والمنطق في كل من باع لهم الأوهام وبالخصوص من نصبوا أنفسهم قادة لهم, والله من وراء القصد . حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .