أن من أبسط الحقوق.. حق التعلم.. ولكن في عدن أصبح هذا الحق ضائعاً.. ألا يكفي أن التعليم يسير نحو الهاوية ومن سيء إلى أسوأ ومستوى الطلاب والتحصيل العلمي ضعيفين؟ فبعض الطلاب يصلون إلى الثانوية ولا يستطيع أن يكتب أو يقرأ بشكل جيد. ويرجع هذا إلى أسباب كثيرة وتراكمية على المدى الطويل، ولكن هل هذا يعني أن على المعلمين والمعلمات أن يزيدوا الطين بله بإضرابهم المستمر؟ ويضيع حق الطالب في التعلم! نعلم جميعا بأنهم يطالبون بحقوقهم.. ولكن لا تأتي الحقوق بظلم ابداً، فهم باضرابهم المستمر هذا، يظلمون الطلاب ويحرمونهم من حق التعلم. نعلم جيدا، ايها المعلمون الأفاضل، أن رواتبكم ضئيلة ولا تكفي في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني، لكن لستم الوحيدين الذين تعانون، جميعنا نعاني، ولكن هل يعقل ان لكي تحققوا مطالبكم تسيرون فوق ابسط حقوق الطلاب، وتحطمون اجيال المستقبل؟ فنحن لايمكن أن نتحدث عن أي مستقبل بدون تعليم، فأرجو أن تفكروا جيدا هذا العام ويكفي مامضى. إن البعض قد يذهب ليسجل ابناءه بمدارس خاصة، بالرغم من ارتفاع الرسوم مع ان هناك قرارا بعدم رفع الرسوم الدراسية هذا العام، ولكن هنالك أناس لا يستطيعون ذلك بسبب الرسوم الباهظة وضيق الحالة المادية، فيشعر الأب بالحسرة لعدم قدرته تعليم أولاده، ويشعر الطفل بالنقص، فبعض أولاد حارته يذهب للمدرسة وهو لا ، فالإضراب يعد جريمة كبرى بحق الطلاب الذين صاروا للشوارع رفقاء ليل نهار، يتجولون فيها ويتلقون منها علما لاينفع. يجعل ادمغتهم مشلولة عن أي تفكير. اليس هذا سببا يجعلكم ترفعون الإضراب وتفكرون في حل معقول لا يظلم فيه أحد؟ أم أن ضمائركم تسمح بظلم الطلاب وحرمانهم من التعليم؟ أليس المعلم شمعة تحترق لتنير الدرب للطلاب !؟ إلا يحق لجميع الطلاب أن يتعلموا؟ ام اكتفيتم لان أولادكم يدرسون بمدارس خاصة؟ أم أنكم استحللتم قبض رواتبكم شهريا أثناء جلوسكم على المقاعد بدون عمل ، أتمنى أن تصحوا ضمائركم ولتعيدوا حساباتكم بشأن الإضراب إيها المعلمون.