نجد في الكتب حاشية أسفل الصفحة، تشرح لنا كلمة، أو مصطلح، أو حدث معين؛ وتظهر حقيقة ما نراه في أعلى الصفحة. لهذا فإن الحاشية تظهر حقيقة ما نراه، وقد تكون الحاشية تحمل صورة مغايرة للصورة التي أخذناها عن الأشخاص الذين التقينا فيهم بُريهة من زمن. فكثير هم الأشخاص الذين يقولون : المدير "دانيال" إنسان ذكي، ونزيه، ولا يشق له غبار؛ أمانة وخلقا.. لكن!! مالك المطعم "يوسف" من أحسن الناس خلقا، ويجيد التعامل مع زبائنه، والكل يتوافدون هنا احتراما له.. لكن!! قائد اللواء "مصطفى" الذي يقع على مقربة من منزلنا، إنسان وطني، ونظامي، وما يحب الظلم، ولا توجد عنده مناطقية وعنصرية.. لكن !! وعندما تسمع لكن؛ فعليك أن تستعد لمعرفة حجم الفساد والسرقة، والنصب، والاحتيال الموجود في حاشية المدير، ومالك المطعم، وقائد اللواء. فكم من شخص غير مناسب وضعه ذلك المسؤول بالقرب منه، وجعل منه عينًا وأذنًا يرى من خلاله ويسمع، فكيف لشخص تنقصه الخبرة والدراية والمعرفة، أن يطلع مديره وقائده بأن هناك من يفوقه!؟ هنا علينا أن لا نفرق بين مالك المطعم والمحاسب، حارس البوابة ومدير الشركة، سائق الطقم وقائد اللواء؛ فهم حواشيهم. فحقيقتهم تكمن في حواشيهم وعليهم أن يحسنوا اختيار الأشخاص الذين يعملون لديهم، ويمثلوا بطانتهم. يقول عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_ "خيرًا لي أن أعزل كل يوم واليًا من أن أبقي ظالمًا ساعة نهار".. واليوم كم هم الظالمون، الفاسدون والكاذبون الذين يسلموا مناصبًا لا تمت لهم بصلة، وينقلون صورة سيئة جدا مخالفة لشخصية المسؤول الأول لديهم. رضي الله على الفاروق..