عجز الأمم المتحدة في قضية محمد قحطان.. وصفة فشل لاتفاق السلام    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل.. إن بي سي: الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني وعدد من المسؤولين بسقوط المروحية خلال ساعات    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الجبار سعد يتحدث عن واقع السلطة والمعارضة ووزارة المالية
نشر في التغيير يوم 15 - 11 - 2007

الاعتراف بالفساد الموجود يبقى الفساد كائنا يتيماً بلا أب وأم (مقطوع من شجرة) ويبقى المواطن في حيرة يتساءل عن الفساد من أي كوكب قدم وما هي أسباب بقائه إذ ليس من مصلحة الدولة ذلك هل هو خارج إرادتها فعلاً وهل الرئيس هو من يدير شئون البلد أم أن هناك رئيساً آخراً وحكومة أخرى (حكومة ظل) وما هو موقع المعارضة في هذه الحكومة ..؟ هذه الأسئلة وأسئلة أخرى في جوانب مختلفة سنناقشها في هذا الحوار مع الوكيل السابق لوزارة المالية السياسي المعروف عبد الجبار سعد علنا نجد لديه أبا أو أما وربما عائلة متكاملة للفساد.
سيد عبد الجبار.. بعد ثلاثين سنة من حكمه ماذا قدم الرئيس علي للوطن .. رقم البطالة قياسي .. أرقام الفساد قياسية.. اليمن ضمن أسوأ عشر دول في العالم معيشياً .. أحسن وضع لليمن بعد عشر سنين حسب بعض الدراسات أن تبقى على هذا الحال ؟
* نقول أولا مرحبا بك .. وألاحظ أنك تخاطبني كما لو كنت صاحب الراية في اليمن الذي يلتف الناس حوله .. والبداية تستحق أن تكون يافطة لاعتصام يفرح كوندليزارايس ومن تعلق بها من دعاة المشروع الفوضوي الخلاق للشرق الأوسط الكبير .
وثانيا كل الأرقام التي تنشرها الصحف والمواقع المكرسة ضد النظام تتعزز بالتقارير التي لا ندري من فعلها وكم قرأت من تقارير تتصدر الصفحات الرئيسية للصحف على هذا النحو( تقرير أمريكي يؤكد أن اليمن كذا ..آخر يؤكد أننا.. أدنى معيشيا أسوء عشر دول) من هذه الأقوال التي طرحتها, هذا الكلام رغم كل ما نعانيه نحن كيمنيين يستحيل أن يكون صحيحا وكثير من التقارير يقوم بها أناس وظفتهم المصادر الأمريكية لتقوم بصناعة هذه الزوابع وإلقائها وهناك من يتلقفها ولا يتمهل في القراءة ولا التصديق وكأن ما يتنزل من أمريكا آيات مقدسة, ..
الأمريكان في الغالب مجموعة أجهزة ومراكز معلومات وإعلام وتشويش ودعاية كلها موظفة لمشروع أمريكي صهيوني صفوي في المنطقة وراجع كيف فعلوا مع العراق وطالبان والآن مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية و في السودان وما يصبونه من دعايات مكذوبة في دافور وفي الصومال وحيثما اتجهت .
لو دخلت googel سيرونك دارفور خارطة مملوءة ببقع ملونه تشير إلى القرى وما فيها من قتل وتدمير واغتصاب حتى كأنك ترى مساقط القطر فيها وأنت لا تسمع شيئا حقيقة عن هذا وما تسمعه وتراه يوميا في العراق وفلسطين لا يستحق الذكر ولا تقوم أي آله إعلاميه حتى باستنكاره هذا واقع ترسخ وتلك أكذوبة مكبرة والقرارات تتنزل على دارفوار ولا قرار على إسرائيل أو أمريكا في العراق
في بلادنا هناك فساد وفي كل البلاد العربية والإسلامية كذلك ... هناك معاناة هناك شحة موارد هناك عدم توظيف للكفاءات هناك محسوبيات هناك إفساد متعمد لكل جوانب الحياة لكن هذا ليس لان على عبد الله صالح في السلطة ولكن لان أمريكا مهيمنة كقطب أحادي على العالم وتمارس سياسة تدميرية لكل ما هو حاصل في بلاد العرب والمسلمين من خلال البنك الدولي ومن خلال التدخلات السافرة في الأمم المتحدة ومن خلال شراء ذمم القائمين على الحياة كلها .. سواء في السلطة والمعارضة
وكل ما تريده هو أن نصرخ نحن بغير كلل ولا ندري من هو المصدر لكل العلل
وأنا أقول متى ما انهزم المشروع الأمريكي سنمتلك قرارنا بأنفسنا ونبدأ بإصلاح الحال.
س:. ألا ترى يا أستاذ أن تعليق صلاح الوضع بانهزام المشروع الأمريكي فيه مبالغة.. العالم كاملا لا ينتظر انهزام مشروع ليصلح وضعه وإنما يقوم بعمل من الداخل؟
* من هو العالم؟ هناك العالمان العربي والإسلامي لا أرى فيهما إلا شبح المشروع الأمريكي يهيمن على كل مجرياته الذي لا تراه يزداد دمارا وفسادا يحاول أن يحافظ على تماسكه أمام محاولات التدمير التي كلنا هدف لها من جانب أمريكا وإسرائيل وثالثتها فمن ترى أصلح نفسه وانظر العوائد النفطية كيف تتصاعد في الدول النفطية وأين تذهب وهل حققت لشعوبها شيئا ذا بال يعتز به ,يكاد خلال بضع سنوات قدتضاعف دخل النفط فهل ترى من يمتص هذه العوائد غير صفقات السلاح وأزمات أسواق المال وفي أحسن الأحوال الاستهلاك العبثي لصادرات الغرب الكمالية وانظر العراق أعظم برميل احتياطي نفط يستورد النفط من إيران أضحوكة المشروع الأمريكي
س:. لكن الفساد بات مجمعا عليه ولا تختلف مع المعارضة فيه حتى السلطة بغض النظر عن التهويل أو التوظيف له ويبقى السؤال ماذا قدم الرئيس للوطن خلال فترة حكمه؟
*الفساد حقيقة يعترف بها الرئيس ولا ينكرها غيره .. وماذا قدم الرئيس؟ هذا يمكن أن تسأل عنه غيري كلما في الأمر أنني لا أريد أن تستغل حالة الفساد القائمة ذريعة لإسقاط النظام وليس هناك إلا وريث واحد له وهو مشروع الفوضى الخلاقة .. ولكن قل للمعارضة ماذا ينبغي على الرئيس أن يفعل وهو ممكن الفعل لماذا لا يقدمون مشاريع تفصيلية يلتف حولها الناس وتوضع أمام الرئيس ونلزمه بها وتكون مدروسة وممكنه التطبيق به أو بغيره
س:. عبد الجبار سعد من أكثر الناس معرفة بالفساد وبمواطنه وأرقامه لكنه من أشد المدافعين عن الرئيس وحينما يتم استعراض الفساد يبرأ الرئيس منه ويعلق ما يجري بالحاشية أليست الحاشية شماعة مبالغ في تعليق كل ما يجري بها وإن كان لها دور ؟ وهل لديك ما يثبت أن الرئيس معزول تماما عما يجري كما يُفهم من مقالك في صحيفة الوسط "تحديات كبيرة في مواجهة الحكومة الجديدة"؟
* من خلال معرفتي المحدودة بالرئيس لدي يقين مطلق حول حرصه على الإصلاح في كل جوانب الحياة التي هو المسئول عنها .. وكلما وضع أمامه مشروع تحمس لتبنيه بكل قوة .. وكلما رفعت له قضية فساد لا يمهلها حتى يتخذ قرارا حاسما فيها ..
ومن خلال تجربتي المحدودة أيضا اعلم أن الكثير من الحقائق يتم عزلها عنه ولولا انه قريب من الناس وكثير اللقاءات بهم والنزول إلى مناطق اليمن المختلفة لكان الحال أسوأ وهو كثيرا ما نسمعه كلنا من خلا ل الإعلام يوجه بالكثير من التوجيهات ذات العلاقة بحياة الناس وبجوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية المختلفة ثم لا تجد هذه التوجيهات من يتابعها وتموت في مهدها أو يتم التحايل عليها وتتكرر هذه الحالة تقريبا بشكل يومي ..
وأنت تعرف أن لكل نبي وولي وحاكم بطانتي خير وشر .. ولكل واحدة فعلها فيقيني الذي ربما يوافقني أو لا يوافقني فيه غيري أن بطانة الشر مستحوذة وقائمة بكل هذه المهام المعيقة للصلاح وتبعده عنها وتحجبه وتلوث عليه المعلومات ولا تتابع بجد ما يصدر عنه ولدي في هذا المقام حقائق يقينية علمتها من خلال تجربتي الخاصة وقد نشرتها في غير ما مكان ولا أرى تكرارها مجديا ولعل الله يعينه على هذه البطانة من خلال مشروعه الجديد للتعديلات الدستورية فسيكون مباشره مع المسئولين والمهام ولن يوجد وسيط لا في التنفيذ ولا في الإشراف ولا في تقديم التقارير
س:. لنفترض أن الرئيس كذلك مع الاعتراف بالفساد الحاصل فهذا يعني أن الحجاب هم الحكام حقيقية وأن الرئيس ليس أكثر من واجهة أليس هناك تناقض بين حديثك عن حنكة الرئيس ودهائه بالحديث عما قدم وبين تصويرك له من خلال إناطة كل شيء بالحجاب على أنه ربما يحتاج إلى وصاية ؟
* ليس هناك تناقض إذا علمت دور البطانة في تاريخ الحكام والملوك وحتى الرسل والأنبياء فالإنسان يظل إنسانا وإذا ما أضفت إلى ذلك أن هناك فعل أمريكي يمارس تأثيره ووصايته على البلاد والعباد من خلال بعض الذمم الرخيصة التي ليست بعيدة عنه فسيكون مفهوما أن يكون تأثير استخباري خطير تمارسه دولة عظمى يتناسق مع مجمل سياساتها وتأثيراتها المحلية والإقليمية والعالمية فما وافق هواها حشدت له جنودها وصورته بأنه الحق وحببته وباركته للحاكم والعكس بالعكس
وتبقى مساحة الفعل المستقل محدودة جدا بالحدود التي لا يمكن فيها الإصغاء إلا لصوت الدين والضمير والقيم, خذ مثلا السياسات النقدية للبلاد ..
لنفترض أن هناك ضلالا في السياسة النقدية وهذا الضلال من شانه أن يدمر حياة الناس ولكنه بالمقابل مطلوب للمشروع التدميري الأمريكي فان الفعل الأمريكي سيتخذ من البعض وسيلة للقيام به وسيتم اقتراح السياسة من خلال بعثات صندوق النقد والبنك الدوليين الواقعين تحت هيمنة أمريكا ثم عندما تنجح هذه السياسات في تحقيق مبتغاهم وتدمير إمكاناتنا تأتي مدائح وثناءات وتقديرات من الكثير من المنظمات الدولية والمانحين ويتصدقوا علينا ببضع ملايين على شكل خبراء ومرتباتهم وورشات عمل وما أشبهه وترفع هذه للرئيس على أنها انجازات لفلان وفلان وللجهة الفلانية والرئيس لا بد أن يصدق لأنه حتى المعارضة قد اشتريت لنفس الزبائن فهم ينعقون في غير ذلك ولا يضعون الحقائق ليعلمها الناس ويعلمها الرئيس ولو تحدث مثلي أو مثلك ضحكوا عليه وقالوا هل يمكن أن يكون هذا اعلم من أصحاب الوجاهات والألقاب الذين يمتدحهم الأمريكان مش معقول !! وهكذا يتم التدمير والإضلال وتفاقم الإفساد
س:. لكن هل سيكون زوال الحجاب من حول الرئيس مرتبطاً بهزيمة المشروع الأمريكي أيضاً..؟
* نعم الجزء الأغلب الموظف في المشروع التدميري سيزول وسيبقى الموظفين لمصالحهم وقرابتهم وهؤلاء أمرهم يسير أما أولئك فالقوة العظمى وتشعباتها في المنطقة والعالم تحميهم وتوحي لصاحب الأمر انه لا غيرهم يمكن أن يتفاهم معه
س:. دائما تصف المعارضة التي يمثلها أحزاب اللقاء المشترك بالخوارج وتتحدث عن خدمتهم لرأس الكفر العالمي هل هي خدمات مباشرة ؟ الأمر الآخر هناك تطور في لغتك كما في المقال الأخير حين قلت بأن موقفك مع الرئيس موقف إيمان في وجه كفر هل في هذا تكفير لمخالفي الرئيس أم أن اللغة الحادة التي انتقدت بها الرئيس فرضت عليك هذا التعبير؟
* أولا يا أخي أنا ازعم أن مواقفي كلها من أكلي وشربي ولبسي إلى عباداتي ومواقفي الحياتية والسياسية أقيمها على أساس شرعي وأود أن ينتقدني احد على هذا الأساس أي يقول لي هذا موقف غير شرعي ولا يقول لي هذا لا يعجبه أو هذا يخدم الرئيس أو لا يخدم الرئيس أو هذا يضر بالمعارضة أو هذا لا يضر بالمعارضة فهذه ليس مراداتي وثانيا ليس هناك جديد في خطابي كلما في الأمر أن المشروع الأمريكي ممتد على مستوى العالم الإسلامي والعربي وله رموزه المتآخية في كل منها وهؤلاء أخدان أولئك ففرع التنظيم العالمي للإخوان موجود مثلا في العراق موجود في اليمن وفي أفغانستان والاتجاه الاشتراكي موجود كذلك هناك وهنا والاتجاه ألصفوي موجود والاتجاه القومي موجود وهؤلاء توائم وأخدان ولم نسمع أيا منهم يتبرأ من خدنه كتنظيمات هكذا كان موقفهم في الانتخابات وهذا موقفهم حتى الساعة ولو وجدت مواقف شاذة فهي فردية وليست تنظيمية؛ فهناك الكفر ومن يتولاه وهنا كذلك فمن وقف مع المحتل المعادي لك عقيدة ومصلحة فهو منه وأنت تقف بإيمانك في مواجهة الكفر وحلفائه والتمايز موجود, وبالنسبة للسلوك الخارجي تمنيت أن يكونوا خوارج كخوارج الأمس بدون موالاة للكافر ولكنهم خوارج وموالين للكافر ويصدرون عن أمره ويقاومون شعوبهم المؤمنة وهم للأسف لا يتحرجون من ذلك .. ثم أنت عندما تبايع حاكما اليوم وتبيت تحرض عليه ماذا يسمى هذا دينا واعتقادا؟
وماذا يسمى موالاة أعدائه من الكفار وماذا يسمى موالاة الخارجين عنه بالسلاح
ودعمهم,؟ والجميع يدعون أنهم محتكمون للعملية الديمقراطية وهم أول من يرفضها رغم كل الشهادات التي يقدمها لهم أحبابهم ويقدمها لهم مندوبوهم في اللجان الانتخابية ومع هذا ترى جان نوفاك تشهد بان الديمقراطية مزيفه ويشهدون معها؟
س:. لكن هل هناك خدمات مباشرة بمعنى هل هناك تواصل الهدف منه خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة من قبل المعارضة؟
* طبعا كلهم على اتصال بالأمريكان ويلتقون بهم والمسئولون الأمريكيون يجمعون التقارير منهم وينزلون لكل المناطق الملتهبة ويلتقون بالمشترك ويتبادلون معهم المعلومات .. بشكل واضح وهذه تنشرها الصحف والمواقع ومثلك لا يجهلها ..
س:. هل يكفرون بذلك ؟
* هناك مواجهة بين كفر وإيمان العالم كله ساحة لها والناس ينقسمون إلى فريقين فمن وقف مع فريق الكفر ضد المؤمنين فموقفه هذا كافر ولك بعد ذلك أن تتأمل هل هو مكره أو تقيه أو مختارا الخ .. ومن وقف مع الإيمان ضد الكفر فقد وقف موقفا إيمانيا ونصر الإيمان على الكفر ولك بعد ذلك أن تقيم إن كان موقفه نفاقا أو حمية أو غير ذلك هذه يحكمها الله أما نحن فقد قال الله لنا :
(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة)
ويقول :
(ياءيها الذين امنوا لا يتخذ اليهود والنصارى أولياء لعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)
وقد كان إخواننا تلاميذ البناء يعلموننا الولاء والبراء والموالاة والمعاداة حتى جاء بوش فنسوا ما كانوا يعلمونا إياه وسجدوا مع الساجدين وتخلوا عن إخوانهم المؤمنين في كل بلاد العرب والمسلمين إلا من رحم الله .
س:. هل تتفق في هذا مع بن لادن في تقسيم العالم إلى فسطاطين ؟
يضحك سعد
ماذا لو قلت لك بأني اتفق مع بوش في مبدئه أن من لم يقف معه فهو عدوه ..
وعموما أنا مع ما قاله الله ورسوله وأجدني أكثر اتفاقا مع عظيم العصر المؤمن المجاهد قائد المنازلة العظمى مع الكفر منذ أول معاركة مع حشد الكفر في أم المعارك حيث قال مرددا قول جده المصطفى عليه السلام ( لقد برز الإيمان كله ليواجه الكفر كله ) والشيخ بن لادن يكرر نفس المعنى بكلمات نبوية هو الآخر ويتفقان معا ومعهما يتفق كل مؤمن وكافر على هذه الحقيقة
عظيم المنازلة تقصد الرئيس صدام حسين ؟
نعم الرئيس المؤمن صدام حسين وهل هناك غيره؟
لكن الرئيس عند بن لادن في فسطاط الكفر
* أنا مع الرجلين وأفضل صدام
س:. قسمت الواقع السياسي اليمني إلى اتجاهين اتجاه أمريكي وتقصد به
المعارضة واتجاه آخر يقاوم هذا الاتجاه وتقصد السلطة على ماذا استندت
في هذا التقسيم ؟
* ليس بالضروري أنني اقصد بالأمريكي المعارضة أو اقصد بالآخر السلطة وان كان هذا الطابع الأغلب ولكن هناك اتجاه أمريكي في السلطة والمعارضة وهناك اتجاه إيماني وطني قومي في السلطة والمعارضة الم اقل لك إن من يصنع الشر في السلطة هم صنائع أمريكا وأياديها وأقول لك الآن إن في المعارضة الكثير من الغيورين على دينهم ووطنهم وأمتهم وهم يعبرون عن ذلك أحيانا على استحياء وأحيانا بوضوح.
س:. غير أنك في مقالك الأخير (دكتاتوريون بلا حدود) ظهر لي بأنك تريد أن تحاسب المعارضة بالواقع الأمريكي في العراق وجوانتونامو وغيرهما .؟
* أيضا ليست المعارضة كلها بمعنى ليس كل ما يعتبر معارضا هو المقصود إنما المقصود من يتذرعوا بالدكتاتورية للوصول إلى خدمة المشروع الأمريكي .. أنت الآن حين تدافع عن اتجاه الرئيس الإيماني في مواجهة الاحتلال في العراق في نصرة المقاومتين اللبنانية والفلسطينية يحيلونك على الديكتاتورية والدموية وكأنك فعلا تمدح ديكتاتورا ودمويا
الذي يقبض على صحفي وفق قوانين ومع نيابة ومحامين ووسائل إعلام وأمام أعين الناس هو الديكتاتور والذي يقبض الآلاف وعشرات الآلاف بدون قانون ولا تهم ولا تحقيق هو الديمقراطي
من اجل هذا الضلال المخادع في المصطلحات قلنا لهم نحن ديكتاتوريون مع علي عبد الله صالح ودمويون ولسنا مع الديمقراطي ورجل السلام بوش أو شارون فهل تراها مستوية أم لا ؟ وهذا التهريج الذي يدعمه الأمريكان نرفضه ..
س:. لماذا قدم سعد استقالته من وكالة وزارة المالية ؟
وهل قبلت؟
* لا ادري إن كان مرور أكثر من عامين على هذا يجيز العودة إليه؟
ولكن أنا قدمت استقالتي وأرفقتها بتقرير نشر في حينه ضمنته ما رايته ولم أجد ردا على ذلك حتى الآن لا بالقبول ولا بالرفض ولكن وفقا للقانون الذي أخذت به إذا لم يعد إليك ردا على استقالتك بعد خمسة عشر يوما فتعتبر مقبولة وان كنت علمت من خلال تواصل هاتفي بعد ذلك بشهور مع رئيس الجمهورية إن الأمر لم يبلغه ويبدو انه لم يبلغه بعد ذلك أيضا ولكن هذا هو الحال.
س:. بعد تقديم استقالتك قلت بأن الحكومة، بما فيها وزارة المالية، وكافة الوزارات الأخرى، تعمل بدون فكر اقتصادي هل لازال الأمر على ما هو عليه وهل لازالت الأرقام الفلكية التي ذكرتها فلكية ؟
* ما قلته حينها كان كلاما مسئولا وفق اطلاعي على الحال بكليته .. أما ما هو حاصل الآن فليس لدي فيه الأرقام الدقيقة ولا الاطلاع عن قرب .. ولكن ما ينشر عن الجهات الرقابية وما نسمعه في مجلس النواب يشير إلى أن الاختلال حاصل .. وهذا كحقيقة عامه تقال من الرئيس حتى اصغر معارض أو موافق ولكن أنت تسألني عن التفاصيل التي نظرتها في تلك الفترة هذه تصح لتلك فتره وأنا مسئول عنها وما بعدها ليس لي اطلاع عن قرب بحيث أؤكده كمصدر
س:. لكنك وصفت الوزير السابق علوي السلامي بالحنكة الإدارية والقدرة في ردك له الذي جاء فيه "وفي كل الأحوال فقد كنا أحسسنا بظلم وقع علينا وعلى موظفينا وعبرنا عنه كما قد لاحظتم وأنتم رددتم عليه, والخلاف لا يفسد للود قضية فأنتم تظلون مدرستنا الجديرة بكل تقدير في مجال الإدارة" أليس في هذا تناقض؟
ما هو التناقض علوي السلامي مدرسة في الإدارة المالية قل أن يوجد له نظير رجل متميز ملم واسع المعرفة في مجاله لديه قدرات نادرة ومميزة .. وهو مدرسة في مثل هكذا جوانب وقد جاءت عليه فتره ربما أساء البعض نقل الحقائق إليه فرآها على غير واقعها ففشلنا في اختراق هذا الحاجز وكان لا بد أن نعبر عن ذلك ونتخذ موقفا كما أشرت بكلماتي,نحن أحسسنا بالظلم الواقع علينا وعلى موظفينا فيما يتعلق بمهامنا فعبرنا عنه ولا يلغي هذا تقديرنا لشخصه ولا غمطه حقه لان من صفة النفاق الفجور في الخصومة ونحن اختلفنا وأكدنا الاختلاف واحتفظنا بالود
س:. بعد تقديم الاستقالة قلت أيضا: كنا نريد الانسحاب بهدوء لكننا ووجهنا بتصرفات استفزازية دفعتنا إلى الإفصاح بما عندنا ابراءاً للذمة أمام الله .. هل إبراء الذمة يحتاج إلى تصرفات استفزازية؟
إبراء الذمة بالتخلي أولا وبطرح الحقائق ثانيا كان هذاالأمر سيتم ولكن بهدوء غير أن الطريقة الاستفزازية هي التي جعلتني انشرها علنا للرأي العام ولم أكن محتاجا لذلك ولكن لتجارب سابقة رأيت أن المقصود بعد المغادرة أن أتحول إلى رجل فاشل ومن يدري ربما تنسب لي حقائق معكوسة وفي ظل عدم وجود من يحاسب ولا يعاقب ولا يثيب سألطخ وأنا لا ادري وسأظهر فاشلا ولا من يدافع عني وهذا جعلني احترز لنفسي أمام الله والناس لان شيئا كهذا قد حدث لي ذات يوم
ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
س: السلامي مدرسة في الإدارة المالية ماذا عن سيف العسلي ولماذا لم يعمَّر طويلاً ؟
* والله يا سيدي .. لست محتاجا لان أقول عن هذا الرجل شيئا فقد قلت ما أعلمه عنه حين كان في المسئولية وليس من أخلاقي أن أقولها الآن وهو بعيد عن المسئولية ولكن من الخير له وللبلد وللناس انه اعتزل المالية وأي مسئولية أخرى و هذا ما أوافق الكثير عليه
س:. لكن يقول البعض بأن موقفك من أمريكا وموقف سيف العسلي منها كما صورت ذلك أنت كان وراء تهجمك عليه ما صحة هذا؟
* هل لابد من الخوض في هذا يا أستاذ .. وقد طويت صحائفه ؟ على كل حال أصبح موقفه الآن من أمريكا ومشروعها متوافقا مع الحق .. ولم يكن كذلك قبلا .. ولكن الموقف كان شاملا وكما قلت لك هذا أمر قد طويت صفحاته ولم يعد الرجل مصدر خير أو شر لأحد كما كان بحيث يستوجب الموقف الذي وقفناه من حاله حينها ..
س:. هل يمتلك الوزير في وزارة المالية القدرة على إيقاف هذا النزيف أم أن ذلك يتم خارجة إرادته ؟
السياسة المالية والاقتصادية والنقدية كل متكامل والأشخاص لهم دورهم في التنفيذ بحيث يتم بسلاسة وبإتقان وبحيث يهون الصعب وييسره ويقلل السخط ويعالج كل ما يظهر من اختلال عند التنفيذ حتى يخلق حالة رضا عن التنفيذ أو العكس, يضاعف العناء على الناس ويصعب الوصول إلى الحق .. ويخلق حالة تذمر وسخط ويفاقم كل الاختلالات ويعمقها لكن يبقى دور السياسة العامة والاتجاه العام هو المؤثر الهام في الصلاح والفساد
س:. يقال بأنك رفضت منصب وزير الصناعة بعد أن عرض عليك أثناء تشكيل الحكومة الجديدة وكذلك رئاسة مصلحة الضرائب لموقفك من ضريبة المبيعات .. هل ترى بأن هذا السبب مقنع ؟
ربما هو موقف من جانبي أن أتيقن أن هناك من يقودني كمسئول في دولة قريب مني استطيع أن أصل إليه في الوقت المناسب وأوصل إليه المعلومات في الوقت المناسب .. وأكون مقتنعا بقيادته ثم إن تجربتي مع المالية أعطتني يقينا أن هناك من يحول بينك وبين صاحب القرار الذي تتفق معه في النظر ومقتنع بقيادته لك ومن اجل ذلك أساسا اعتذرت .. ولم يكن الموقف من ضريبة المبيعات فيما يخص الضرائب إلا أمرا مضافا وإذا استطاع الإنسان أن يضمن تواصلا مع صاحب القرار ربما كان الأمر سيختلف .. ولكن ساد عندي يقين أن الموجه الأساسي أصبح خارج الدولة كلها وقابع في إحدى السفارات العدوة والناس يتلقون منه التوجيهات كما لو أنها من الرئيس ولا ترفع إلى الرئيس إلا ما يمر عليه ويوافقه وهذا الشعور هو الذي جعلني أتردد ..
...س:. الشيخ عبد المجيد ... ما دلالات سكوته الآن؟
الله اعلم يا سيدي ما سر السكوت وإن كنتُ أرى أن ليس هناك ما يستلزم غير السكوت فهناك مواقف تفرض على الإنسان القول وهناك أحوال لا توجب القول .. ولا أرى هناك حقيقة ما توجب عليه أن يقول عنها شيئا بحيث يعتبر سكوته رضا وعموما هذا شان يخص الشيخ نفسه .
كلمة أخيرة ؟
* قلنا ما لدينا ولم يبق غير الشكر الجزيل لك ولصحيفتكم .
لك كل الشكر والتقدير سيدي مني ومن صحيفة إيلاف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.