الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي - يحكى أن نابليون بونابرت بعد انتصار الثورة الفرنسية وتدمير سجن الباستيل إحتشد الفرنسيون في ميدان الحرية يهتفون بحياة نابليون . كان نابليون يتابع الجماهير الهادرة دون أن تظهر عليه علامات النشوة والإغترار بتلك الجماهير وهتافها , كان قادة الجيش وبطانته والحاشية يقفون إلى جواره منتشين على خلاف ما هو عليه . إلتفت إليه أحد قواده الكبار وقد رآه واجماً وخاطبه : أنظر يا مولاي إلى هذه الجماهير التي تُحبك وتهتف بحياتك وتُمجِّدك ؟ لم يلتفت نابليون لكلام قائده ولم يتغير موقفه الواجم , لكنه ردَّ على قائده بالقول : هذه الجماهير التي تهتف بحياتي اليوم سيتغير موقفها وتهتف بموتي لو تغير الحال , هذا هو حال الجماهير تقف مع المنتصر دوماً . نابليون الحكيم يدرك حقيقة الجماهير , اليوم معك وغداً ضدك . هكذا يقول المثل المصري : يا فرعون إيش اللي فرعنك ؟ قال : ما لقيت حد يلمَّني . لا فرق بيننا وبين الجماهير الفرنسية , نقف مع القوي , نُطَبِّل له ونهتف بحياته فإذا ما سقط انقلبنا عليه ولعنَّاه وذكرنا مساوئه . المطبلون : . خلال حياتي ومعرفتي من المواقف عرفت الكثير ممن كانوا يُطبلون للرئيس العراقي الراحل صدام حسين أيام مجده وسرعان ما انقلبوا عليه بمجرد سقوطه . . الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي كان له من المحبين والمعجبين الكثير , صحفيين ومثقفين وسياسيين قلبوا له ظهر المجن بمجرد سقوطه . . الرئيس المخلوع زين العابدين حظي بما حظي به من سبقه من المطبلين في تونس وغيرها , صاروا يلعنونه بعدما سقط . . الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كان له من يدافع عن سياساته ويسبح بحمده ليل نهار , تحول البعض منهم إلى شهود إثبات على جرائمه . . الرئيس علي عبدالله صالح هو أيضاً كان له من المطبلين الذين تسمنوا ونهبوا وغنموا طوال سنوات حكمه ما لا يُحصى , جرفهم التيار فتنكروا له وصاروا يسردون مساوئه وكأنهم ضحايا فترة حكمه لا سبباً من أسباب سقوطه . . فلان وفلان سواء كانوا رؤساء أو مسئولين أو أثرياء حلَّت عليهم نكبات الدهر فتغير حالهم يتغير من حولهم ويتنكر لهم جلساؤهم وأقرب المقربين منهم إلا من رحم الله . للرئيس هادي : لقد علمت الكثير عن واقع البطائن والمطبلين ورأيت وسمعت وشاهدت , فاحذر من الوقوع أو تصديق التزيين , إنتقِ لك بطانة خيِّرة واستمع لأنين شعبك الذي يأمل منك قيادته بحكمة فأنت في موقع لا تُغبط عليه أبداً وأمامك ملفات شائكة أبرزها الحوار الوطني , وقضيتي الجنوب وصعدة والشباب المستقل الذي تعرض للخديعة ويُخشى أن يتحول إلى ضحية كما هو الظاهر الآن فكن عند مستوى الظن بك وفقك الله وبصَّرك . خطيب وإمام الجامع الكبير بالروضة - صنعاء المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام