كغيري من البسطاء هللت فرحاً للبدء بتنفيذ إتفاق الرياض والإجراءات التي تمت بشأنه ، إلا أني أيضاً كبعض البسطاء ممن يتملكهم/هن القلق و الأحباط ليس لأن عدن لم تحظى بأحد من أبناءها في منصب المحافظ أو مدير الأمن ، لأنه ربما يعطوهم/هن موقع في مناصب أخرى ، بل تجاه هذه التبعية و الإرتهان التي لانملك الخروج منها ، شمالاً وجنوباً والتي لم نعد نعرف متى سنخرج منها ؟ ، كنت ومازلت أدعو الله تضرعاً بأن تتوفر لدى مسؤولي إتفاق الرياض والراعيين له بأن يمنحونا متنفس لتحرير إقتصادنا إن لم يكن جزء منه ، بحيث لانبقى رهن للمساعدات التي تأتي بأسمنا ولا نتحصل منها غير الفتات ، هذا الجزء الذي نريده أن يتحرر من إقتصادنا كي لا تطول عزلتنا التي فقدنا فيها كل شيء بما فيها البوصلة التي كنا نظن أن قادتنا سيحافظون على القليل منها أولئك اللذين لم يستعيدوا الشرعية ولم يعيدوا الجنوب ولم يحكموا ذاتياً ، فلا ندفع ثمن ضياعها منهم – أقصد البوصلة – من حياتنا على المستوى الأخلاقي والسياسي و الاقتصادي و الاجتماعي والثقافي والإنساني . خمس سنوات عجاف و السادسة نحن فيها الان ، ولم نشهد مشروع تنموي واحد قدمه التحالف بشقيه الكبيرين ( السعودي – إماراتي ) ، ستهبون بعصبية نحوي الان وتقولون لي ّ : برنامج الاعمار والتنمية يتم تنفيذ السيرفيه لدى بعض المحافظات ، سأرد ببساطة عليكم/ن : أريد أن أرى الإتفاقية ؟ وأقرأ جميع بنودها وماحتوته من شروط وضمانات و إمتيازات ....؟ لعل وعسى " ينوبني من الحب جانب – على قولة أخونا المصريين " وليس سوء ظن بأي أحد من طرفيها ، وأنما كي أعرف إلى أي عام من عمري و ربما عمر أبني سأظل أدفع ديونها ؟! ، وبعيداً عن الأطماع فقد علمتني الحياة أنه لا أحد يعطيك دون مقابل على المستوى الشخصي ، فمابالنا على مستوى الدول . فبالأمس القريب قرأت بنود متفرقة في إتفاقية مولدات الكهرباء ( المنحة الإماراتية ) والتي كان من عجائبها عدم إحتفاظ الحكومة الشرعية بنسخة منها ؟! ، فللأسف هذا حال حكومتنا الشرعية التفاخر بإنجازات وهمية عند التنفيذ ، فطيلة السنوات العجاف لم تحقق منجز واحد غيرأتساع عضوية تجار الحروب ولم يختلف عنها غيرها ممن سيطرعلى الأرض وأعلن إدارته ولم يأتي لنا فريقة الاقتصادي بمعالجة أو حل واحد يساعدنا على النهوض ، بل أقل من النهوض "رفع رؤوسنا قليلاً" ، ووفقاً لمبدأ التبعية والارتهان تخلى عنها ؟! . وهانحن الان مرة أخرى أمام شكل جديد من الإرتهان ، قائم على إرضاء ذات البين ، بحيث نفقد إرادتنا كاملاً ، وإلا ماذا كان سيخسر التحالف بطرفيه ، إذا طلب من كل حزب ومكون في الحكومة الجديدة بأن يقدم رؤيته لحل مشاكل وأزمات البلد آنياً ؟! ويوضح فيها ماذا سيكون دورالتحالف في وزارته ووزاراته ؟! وماهي الخطة التي ستنهض بالإقتصاد جزئياً على الأقل وليس كلياً ؟! ، بعيداً عن الأمتيازات الشخصية والفردية الخاصة جداً و الشعارات المسكنة بأنهم يلتئمون لمواجهة العدو الأوحد أنصارالله ؟! ماالذي يمنعهم من ذلك ، ويمنع التحالف السعودي إماراتي من مساعدتنا للخروج من االكارثة الاقتصادية التي نحن فيها ؟! ويسمحون لنا الاستفادة من إيرادات مواردنا التي من المفروض تكون قد تحررت على الأقل في المناطق المحررة ، وإستخدامها والتمتع بها مثل شعوبهم ، فنعيش أعزاء في أرضنا وعليها ، على إعتبارإننا حليفهم وشريكهم في مواجهة التوسع الإيراني . أني أتحدث عن إنعاش الاقتصاد ليس لخبرتي الاقتصادية أو تخصصي الاقتصادي أو شطحات كلماتي وأحرفي ، لا الأمرأبسط من ذلك بكثير ، الأمريتعلق بالوضع الإنساني بالوجوه السمراء و الأيدي المحترقة و العيون التي يملأها الدم قبل الدمع ، والبطون الخاوية والاجساد العارية وطابور طويل من الفقراء اللذين/ اللواتي تزداد أعدادهم/هن كل يوم أضعاف مضاعفه ، متنازلين عن حقوقهم/هن ، صانعين/ات مجتمع من العبيد في معادلة الأقوى يتسيد بسلاحه وليس بكفاحه ، ويقابل هذه المعادلة إتساع رقعة الفساد بإضافة وجوه أخرى ( لا أقول عنها فاسدة ) وأنما سيكون لها راتب بالعملة الصعبة في سبيل أنها تسلم إرادتها السياسية للتحالف بإنبطاح مستمر رسم سيناريوهاته رعاة إتفاق الرياض منذ عاصفة الحزم ومروراً بإعادة الأمل وإنتهاءاً بما وصل عليه حالنا من سحت و تسول وشحاذة وإرتزاق .