بعد أن فشل الجنوبيين - على مدى نصف قرن من الزمان - في بناء دولتهم الوطنية المستقره على ارضهم، واظهروا عجزهم عن إدارة شؤونها، من خلال عدم قدرتهم على حماية الجنوب واستقلاله وسيادته الوطنية، وإهمال الرعاية الاجتماعية من تعليم وصحة وإسكان وتوظيف، وعدم المحافظة على الأمان والسلم الأهلى، وذلك جراء فقدان الثقة فيما بين الجنوبيين، التي أدت الى خوضهم صرعات وحروب أهلية بشكل مستمر، ودفعت إلى خلق تحالفات سياسية غير وطنية لأغراض الانتقام من بعضهم البعض. وبعد مرور أربع سنوات منذ تحرير عدن والمحافظات الجنوبية، وبعد ان أبدا الجنوبيين فشلهم - مرة اخرى - في عدم توحيد صفهم وكلمتهم بما يمهد لبناء دولتهم الجديدة، حيث باتوا موزعين في تحالفاتهم بين الدوحة وابوظبي والرياض وطهران، وغدت السمه البارزة لهم هي الارتهان والتبعية للخارج، واصبحوا مجرد أدوات تحركها تلك الدول لزعزعت الامن والاستقرار، وكل طرف يغني على مصالحة، حيث جعلوا من الجنوب ساحة صراع ليست بين الجنوبيين فحسب، بل بين تلك الدول، وفرطوا في السيادة الوطنية وآخرها إجتماع أحدى الشخصيات الإماراتية مع مجموعة من أبناء جزيرة سقطرى في إمارة عجمان، والذي اكد ان سقطرى الجنوبية جزء من دولة الإمارات، وان مواطنيها ستمنح لهم الجنسية الاماراتية بدون أي طلب، لافتاً أن ذلك أصبح أمراً محسوماً تماماً.
وعليه، فإننا ندعو الى تبني مبادرة وطنية لمطالبة الاممالمتحدة بوضع الجنوب تحت الوصاية الدولية (الانتداب) وذلك حسب المادة 77 من الفصل 12 من ميثاق الاممالمتحدة، والذي يساعد البلدان الضعيفة المتأخرة على النهوض وتدريبها على الحكم، حتى تصبح قادرة على أن تستقل وتحكم نفسها بنفسها.، وذلك طبقا لشروط خاصة تتضمنها اتفاقية تعقد بينهما ويشرف على تنفيذها "مجلس الوصاية" التابع لمنظمة الأممالمتحدة، و لا يعطي نظام الوصاية لدولة الإدارة الحق في ضم إقليم الوصاية إلى أراضيها، أو اتخاذ أي قرار يؤثر على كيان الإقليم أو على بقاء سكان الإقليم محتفظين بالسيادة الخاصة بإقليمهم... وذلك بعد ان اثبت الجنوبيين بمكوناتهم وقياداتهم ومليشياتهم المناطقية انهم ليسوا رجال دولة وغير مؤهلين لحكم الجنوب.
وبالتالي ان وضع الجنوب والجنوبيين تحت الوصاية الدولية (الانتداب)، بضمانة قانونية دولية وتشرف عليه الاممالمتحدة ولفترة زمنية محددة خير من التبعية العمياء، حيث سيساعد على النهوض والتقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلد، وسيكون امر حاسم في تدريب قيادات جديدة وشابة وتأهليها لاستلام البلد والحكم، بما يعزز الامن والاستقرار والسلم الاهلى للمنطقة والعالم في المستقبل، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والاعتراف باستقلال شعوب العالم.