يسام الشعب اليمني سوء العذاب ، وأصبح اليمن ساحة صراع إقليمي ودولي ، من خلال سلطة شرعية باتت مهمتها محصورة في شرعنة المشاريع اللاوطنية ، وأضحى بقاؤها فقط ؛ لاستمرار الشأن اليمني رهين الثنائيات المتناقضة والمتصارعة ، الحاجبة تحقيق حلم اليمنيين في دولة ، تحفظ أرضهم ، وتصون كرامتهم ، وتكفل لهم العيش الكريم ، سوق الأعذار والمبررات لخذلان وفساد السلطة الشرعية غباء وجرم في حقنا وحق الأجيال القادمة . سلطة شرعية مسؤولة دستورا وقانونا عن كل ما يجري في اليمن ، هي من تشرعن لكل هذا المشهد القاتم، شرعية تماهت مع كل المآسي والكوارث ، التي حلت وستحل ببلد منكوب بها ، وبدول الإقليم التي تبحث عن مصالحها، وتصفي حساباتها وصراعاتها ، وتضارب أجندتها في أرض اليمنيين ، بينما أصبح اليمنيون مجرد أدوات بالوكالة ، في ساحة نزاع لا حظ لهم منه ، سوى مزيد من الانقسام وسفك الدماء ، والتأسيس لحروب طاحنة لأجل الحرب لا غير، ليس للشعب اليمني من فائدة من سلطته الشرعية سوى تمثيلها له ، واعتراف المجتمع الدولي بها، والمفارقة أنها تتحدث باسم الشعب اليمني وهي تطحنه بخذلانها له وصمتها عن كل ما يحدث . يلقي البعض بالمسؤولية على التحالف العربي، ويخلي مسؤولية السلطة اليمنية الشرعية عن كل ما يجري ، مستخفا بعقولنا مرتكبا تدليسا ممحوجا ، ومغالطة منطقية يختبئ وراءها التخندق الحزبي المقيت ، إذ أنه يعتقد أننا حين نتناول عجز وفشل الشرعية ، كأننا نرمي استهداف حزبه الداعم للشرعية والنيل منه ، العجيب أن عجلة الأحداث تدور ، ويتم تقاسم الشرعية اليمنية بين مختلف الأجنحة والفصائل المختلفة ، بينما الشرعية اليمنية تكتفي أن يطلق عليها اسم الشرعية اليمنية ، أو السلطة المعترف بها !