أتمنى أن تحقق نتائج اجتماعات الرياض المتوالية الهدف المنشود منها في المستقبل القريب، وهي بالطبع أمنية عطفا على ما يخبرنا الواقع الصعب على الأرض اليمنية، فعادة لا يمكن لمن يحقق المكاسب على الأرض تقديم التنازلات الكبيرة مقابل الوعود على الورق بشكل نهائي، وهذا قطعا ما يدركه القائمون على المجلس الإنتقالي، فهم بالتأكيد يقدمون حسن النوايا لحين وضوح مستقبل الصراع في اليمن، وهذه خطوة تُحسب لقياداته وكذلك لمرونة حكومة الشرعية.
(طمأنة) إتفاق الرياض طمأن الإنتقالي وعجل من استجابته للمقترحات التي طرحتها أطراف القوة في التحالف (السعودية - الإمارات) وبخاصة الأخيرة التي تقف خلف قوة المجلس الإنتقالي بعد قوة إيمانه بعدالة قضيته الأساسية، وتأتي تلك الاتفاقية نتيجة لتعهدات (السعودية) للحكومة الشرعية التي يقودها هادي بالحفاظ على اليمن الموحد، لتفي بوعودها على مستوى الإتفاقيات السياسية بعد أن خذلتها القوة العسكرية اليمنية (الجيش الوطني) على الأرض في عدة جبهات، وهو إعلان صريح وواضح بأن اليمن مستنقع ليس من السهل الخروج منه دون إنهاك.
(ضغط الإنتقالي) في إعتقادي أن ضغط المجلس الإنتقالي السياسي والعسكري قد أثمر كثيرا على جانب حل حكومة الشرعية السابقة واستبدالها بحكومة كفاءات مناصفة بين الأعضاء من الشمال والجنوب خلال 30 يوما، يشارك الإنتقالي فيها بقوة، وهو ما قد يؤدي إلى تفعيل العمليات العسكرية بشكل أكثر جودة نتيجة لما حققته الحركة من انتصارات ساحقة في عدن وما حولها في وقت قياسي، إضافة إلى مواجهتهم المستمرة للحوثيين في عدد من مواقع الصراع. إتفاقية الرياض2 ستمر حتما بأكثر من منعطف وتعثر، فمطالب أطراف النزاع قد تفجر الوضع في أية لحظة، ولن يدفع أحد ثمن ذلك سوى المطحونين في اليمن الجريح.
(تسريع) حرص إتفاق الرياض 2 على تقديم آلية تؤكد على تسريع نقاط إتفاق الرياض1 الذي تم توقيعه في الخامس من نوفمبر 2019،، ولا أستبعد أن يذهب النزاع في حال لم يتم تنفيذ بنود الإتفاقية سريعا، إلى الرياض3 و 4 و ربما 5.......، وإن كنت أتمنى أن يخيب ظني، ففي اليمن تبدو خيوط اللعبة في غاية التعقيد، وليس من السهل الثبات على أرضية زلقة. ليست هذه الرؤية صحيحة على إطلاقها، لكن هذا ما تقوله المؤشرات الحالية في اليمن ومع كل أطراف النزاع التي تتباين منطلقاتها وأهدافها السياسية.. وأتمنى أن تنجح إتفاقية الرياض 2 التي يعقد عليها اليمنيون آمالا عريضة لرأب الصدوع في خارطة اليمن الموحد.
(نوايا) إذا كانت النوايا غير مؤقتة بين طرفي النزاع (الشرعية - الإنتقالي)، فأجزم أن الإتفاقية ستذهب بعيدا باتجاه إستعادة الحكومة الشرعية لقوتها على الأرض، وهو ما يبدو أن الرياض حريصة عليه جدا، في ظل توسع المليشيا الحوثية على الأرض في الداخل اليمني، وسعيها الحثيث لأيرنة اليمن واليمنيين. لذلك أتمنى ألا تكون إتفاقية الرياض2 مجرد تأجيل للنوايا...
* صحفي وكاتب رأي يمني مشرف قسم الرأي سابقا بصحيفة الوطن السعودية