لن يكتب النجاح لأي عمل مهما كان صغير آم كبير مالم تسبقه النوايا الصادقة لإنجازه غير ذلك فالعوض على الله.. التوقيع أو الموافقة لا يعني النجاح والأنتصار مالم يرافقه ويتبعه عمل جاد ومضني وأشياء ملموسة على أرض الواقع..لذلك على الجميع أن يشعروا بحجم المسؤولية الملقاه على عاتقهم حيث يجب على الأطراف الموقعة على إتفاق الرياض المعدل بأن ينتهزوا الفرصة السانحة حالياً وتنفيذ بنوده دون تلكؤ وتأخير فربما هذه الفرصة لن تتكرر مرة أخرى..!! إن التنازلات التي يقدمها أي طرف ليست بهزيمة أو أنتصار للطرف الآخر بقدر ماهي خطوة كبيرة إلى الأمام لحلحة الأزمة الراهنة التي طالت كثيراً ..!! ماذا عساي أن أقول بعد أن حذرت بأكثر من مقال حول إنحراف بوصلة الحرب جنوباً ولكن لا حياة لمن تنادي..لذلك ما قد مضى مضى فالوقت لا ينتظر احد وكذلك لا يعود مجدداً.. إذن فلماذا العناد والمكابرة؟! ولماذا المزيد من الحرب والدمار وإراقة الدماء البريئة فلقد جربتوا لغة الرصاص والبنادق فلماذا لا تجربون لغة العقل والمنطق ولو لمرة واحدة ..؟! عندما نرجع للتأريخ اليمني المعاصر ونقرأ أحداثه بالتفصيل الممل سنستنتج حقيقة واحدة وهي بأن كل الصراعات الدموية ترتكز حول هدف واحد وهو كيفية الوصول إلى السلطة مهما كان الثمن..!! فخلال الصراعات الماضية ووصولاً إلى الوقت الراهن لم نشاهد صراع من أجل الأنتصار لمصلحة الوطن والمواطن بل أنه في كل صراع لا يتردد المتصارعون للتضحية بالوطن والمواطن معاً من دون تردد في سبيل تحقيق أهدافهم مهما كانت نتائج ذلكم الصراع وخطورته فالمصالح الخاصة في اليمن تتقدم دائماً على المصلحة العامة..!! ها هي الآن الفرصة سانحة لديكم لتثبتوا لنا بأنكم مع مصلحة الوطن والمواطن من خلال ترك المناكفات والمكايدات الكاذبة والتفرغ التام لخدمة المواطن الصابر على مغامراتكم الطائشة فيكفي ما قد عاناه من قتل وتشريد وغياب الخدمات خلال العقود الماضية.. أتركوا مصالحكم جانباً وضحوا من أجله ووالله سيكتبها لكم التأريخ بأحرف من نور..جربوا التضحية من أجل المواطن ولو مرة في حياتكم ولن تخسروا شيأً فالأشخاص زائلون وهذه سنة الله في الكون ولكن الأثر الطيب يبقى خالداً وإلى الأبد..دعوا المواطن يعيش وينعم بالأمن والأستقرار..!! فالمواطن اليمني بطبعه قنوع لا يريد منكم لبن العصفور فهذا اللبن محصور لكم ولابنائكم أشربوه بالهناء والعافية عليكم.. ولكن دعونا نشعر بأننا بشر ..فما يحلم به المواطن اليمني يعتبر في دول العالم حق شرعي ومكتسب بل ومن أولويات الدول الحية التي تحترم شعبها فتوفير البنية التحتية ليس ملف قابل للنقاش والمساومة به فهذا واجب على من يستلم السلطة ..!! أنظروا إلى حال المواطن الذي بات يعيش في كماشة فالحرب من جانب والغلاء والوباء وتدهور الحالة الإقتصادية والمعيشية من جانب أخر..أيها الساسة أرتقوا في تصرفاتكم.. أرتقوا في تفكيركم وأتركوا المكايدات والتربص ببعضكم البعض فهذه الأساليب ليست من شيم الرجال.. فالرجولة مواقف..الرجولة تضحية وحب الخير للجميع.. الرجولة ليست البحث عن المصالح الشخصية ..الرجولة ليست أنا ومن بعدي الطوفان..!!حسوا بالمواطن ومايعانية بسببكم..أقنعوا بكل ما جمعتوه وأكتنزتموه من أموال وعقارات في هذه الحرب ..يكفي المتاجرة والبيع والشراء بدماء الغلابى فما تمتلكوه أجزم بأنه سيجعلكم تعيشون بقية حياتكم في بحبوحة أنتم وأبنائكم وأحفادكم من بعدكم..!! أرحموا المواطن وأحذروا من الحليم أذا غضب فنحن لم نعد أغبياء والأقنعة الزائفة التي كنتم تضعونها كذباً وزيفاً قد سقطت عن وجوهكم القبيحة وكلّاً يقنع بما تحصل عليه فحالكم أصبح كحال الأيتام على مؤائد اللئام فلا داعي لخلق المشاكل وتأجيج الأوضاع.. لا داعي بأن يدعي كل طرف بأنه أنتصر على الأخر..بل الأنتصار الحقيقي يكمن في رفع الظلم والمعانأة عن كاهل الشعب.. الأنتصار هو في البحث عن كيفية خدمة المواطن والتخفيف عنه وتسخير الموارد في تلبية متطلباته..يكفي ما قد مضى فالتأريخ لن يجامل أو يرحم أحد بل سيسجل تلك المواقف وسنعرف من منكم كان في صف الوطن والمواطن ومن منكم سيذهب إلى مزبلة التأريخ غير مأسوف عليه ولكم بعد ذلك حرية الأختيار..!!