وأنا أستذكر الزمن الجميل وشخصيات ذلك الزمن ورجاله أستوقفتني ذاكرتي عند شخصية مهابة تتمتع بالحكمة وبصيرة ثاقبة وبعد نظر، رجل له وزنه وحلمه وبعد نظرته في معالجة الأمور ألف رحمة عليه. والله لقد كان لي الشرف إن عاصرت الجد سالم رحمه الله ونهلت من نهر معينه في الحكمة والحلم. رجل والرجال قليل من أمثاله وبرغم أميته وظروفه المعيشية الصعبة إلا إن الجد سالم كان محب للعلم حبا"شديدا".وبالرغم من شظف العيش الذي كان يعانيه الا إنه أصر على تعليم أولاده الى المستوى الجامعي وأذكر من كلماته رحمه الله (علموا أولادكم ليخلقوا لزمان غير زمانكم). الجد سالم علي رجل من رجال الزمن الجميل يتمتع بالعفة والنزاهة والصبر رجل عاش حياته في قريته مابين أرضه وبيت الله (المسجد)لقد وعيت على هذه الدنيا والجد سالم أماما"ومؤذنا"لمسجد فرعان مواظبا"مرابطا" في المسجد لإداء فروض الصلاة عابدا" زاهدا"مع بقية أصحابة وأبناء جيله رحمهم الله جميعا". وكان شغوفا"بالأرض ويوليها كل أهتمامه ودائما" ماكنت أجلس معه في الطين وكم ينشرح صدري وأنا وبعض الأخوة من جيلي نستمع له وهو يسدي لنا بالنصائح ويعلمنا ويرشدنا من تجارب وخبرات حياته . قال لي مره كم عمرك يحمد إبني قلت عشرين سنه وضحك الله يرحمه وقال لي ياولدي وهو يقرص أذني لكي أستمع وأعي لكلامه عادك صغير وجدك سالم شايب وفقشه الوقت وعلمه وخذ مني وأتعلم وباتجي على ماقول لك وشف ياإبني (دي مايسمع كبيره قل تدبيره)وفعلا"والله العظيم إن جدي سالم كان مدرسة تعلمت منها الكثير. وكان يحثنا على التراحم والأخوة وقال كونوا رجال وحافظوا على سمعتكم وسمعتنا ونحن نريدكم تكونوا بعدنا بذكر طيب وزين ، وكان يقول لي دائما" أهم شي إن الإنسان يحافظ على ناموسه وشرفه وكرامته لانها لاقد ضاعت معد تعوضها كنوز الدنيا.. وكان يقول كل شي فاني ومايبقى الا الذكر الطيب والأعمال الحميدة. والى يومنا هذا وأنا أتذكر كلام جدي سالم علي وتمر علي المواقف وأعود لمواعظه ونصحه وأجدها صائبه ومحقة وكم أستفدت وتعلمت من ذلك الرجل الجليل طيب الله ثراه وجعل منزلته الفردوس الأعلى في الجنة. رحمك الله ياجد سالم علي ياصاحب الحكمة والرأي السديد والبصيرة والحلم فبمثلك يحق لنا إن نفتخر ونتباهى بشخصيتك الجليله ومقامك الرفيع بين كل الناس ، رحمك الله رحمة الأبرار أيها الجد الحكيم..! بقلم/أبو معاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.