تلك العبارة لازال يتردد صداها في ذاكرتي منذ أكثر من 38عام من الزمن.. سمعتها من المرحوم جدي العبد سالم علي الوليدي طيب الله ثراه وأحسن اليه. رجل حكيم عركته السنون والأيام وبرغم أميته الأبجدية الا إن الجد العبد سالم ألف رحمة عليه كان يتميز بحكمة وذكاء فطري. وكنت وأنا في عمر ال16ربيعا فتى صغير أستمع وبكل شغف لكلامه ومايحمله من نصائح ومواعظ لم أكن أدرك أهميتها في ذلك السن. كنت دائما"أنا والوالد صالح علي الرخمة رحمه الله نذهب إلى بيت جدي العبد في القرنين وكم أكلنا وشربنا في بيت هذا الرجل الحكيم والذي يتحلى بالجود والكرم والمحبه، والله أنني كنت أعتبره منزلي الثاني وكان أولاده وأحفاده أخوة لي نأكل ونشرب ونلعب ونعمل في البستان مع بعض ، ووالله أنني وغيري من أبناء المنطقه ندخل بستان الحاج ونأكل ونجني الخضار دون إستئذان ولم نرى من الجد العبد أو أفراد أسرته أي عتب أوحنق علينا أبدا" وكنا نسرح ونمرح في بستان جدي العبد وكأنه ملكنا.. وكان الجد العبد سالم يشدد على الأهتمام بتوفير المياة في بركة البير للوراد من القرى المجاورة وكان يقول هذه الصدقة التي باتنفعنا وباتروح معنا ألف رحمة عليه. رجل تمتع بالرحمة وبرباط جأش رغم الألم الذي كان يحمله في طيات نفسه. فالجد العبد رحمه الله فقد أربعةمن خيرة أولاده وهم الشهيد الخضر العبد سالم في أحداث السبعينات، والشهداء الثلاثة الآخرين حسين وناصر وحامد في أحداث يناير المشؤوم رحمهم الله جميعا". ولكن وبرغم عمق الجراح والألم الذي خلفته تلك المأساة الا إن الرجل كان ذو شخصية قوية وفيها تتجسد معاني الرجولة في أبها صورها . كان شديد البأس مؤمن محتسب أمره لله جل علاه. وكان نصوحا" موجها"لنا نحن الصغار ويحثنا على فعل الخير وتجنب المشاكل وكان أكثر مايكره ويمقت القتل ويحذرنا من عواقبه دائما" وكان يقول ياعيالي تقدر تفتح وتعمل أي مشكله لكن حلها وبنادها معد بايقع بيدك .. ولازالت كلماته ترن في أذني وهو يقول (ماعجيشي علي فتاح لبواب لكنه عجي ردهنه) حكمة من رجل مجرب أدركت معناها ومغزاها مع مرور الزمن. ألف رحمة تغشاك أيها الجد الحكيم العبدسالم علي ورحمك الله رحمة الأبرار!! بقلم/أبو معاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.