من الشخصيات التي لها حضور في وجداني ومخيلتي، ولايمكن إن تغيب عن ذاكرتي ، هي شخصية الحاج عبدالله سالم مشرف ألف رحمة تغشاه ، هذا الرجل الصالح كان يحمل قلب كبير يملؤه الحب والخير والصلاح ، كان وجهه البشوش والإبتسامه النقية الطاهره طهر ونقاء قلبه ، تلك الإبتسامة والتي تتجسد فيها معاني الورع والتقوى والزهد والصلاح. إبتسامة لاتفارق محياه أبدا". كان رحمه الله رجل بسيط مزارع وراعي أغنام ومكافح يكد ويتعب ويأكل من عرق جبينه ومن جهد عمله ، وعلى الرغم من بساطته وسماحته فإن منزلته كبيره في نفوس الناس جميعا". عاش عفيفا" نزيها "قنوعا" بماكتب له الله، لم ولن يتأفف أو يضجر في يوم من الأيام من مصاعب الدنيا ومشاغلها، بل إنه رجل والرجال قليل من مثله أدرك، قيمة الحياة الدنيا والحياة الفانيه. وأدرك بفطرته السليمه وبطهارة نفسه معنى الوجود في هذه الحياة ، وأنما خلقنا في هذه الدنيا لنعبد الله ونحمده ونشكره ونسبحه كثيرا . وهذه الغاية أدركها وعرف معناها بحق وحقيقة (الحاج أبو محمد يرحمه الله رحمة واسعه)، فكان معلق ببيوت الله لايفارقها مطلقا،"وكان يذهب المسجد قبل صلاة الفجر ، ليصلي ويتعبد بماشاء له الله من النوافل ، وكان رحمه الله من العابدين الساجدين ، ومن القلائل الذين يمارسوا طقوس الصلاة والعبادة بإستمرار، حتى إن الحاج عبدالله، كان عندما يذهب الى الطين يحمل في يده كتلي (إبريق ماء) للوضؤء فيتوضأ ويصلي في طينه عدة ركعات شكرا لله وطاعه للحي القيوم. رحم الله العم عبدالله رجل تعلق بالأذان وبالصلاة طول حياته ، فأصلح الرجل مابينه وبين خالقه ، فأصلح الله مكانته ومقامه بين الناس ، سيماه في وجهه من أثر السجود ، هذا هو الحاج عبدالله سالم مشرف ، الرجل العابد والزاهد التقي ، ألف رحمة عليه. وبمثل هذا الرجل الصالح، يحق لنا إن نفتخر وإن نقتدي به وبأعماله الصالحه. وكل شي زائل ولايبقى إلا الأثر الطيب وصالح الأعمال، وهذا ماورثه المغفور له وطيب الذكر الحاج عبدالله رحمه الله رحمة الأبرار! بقلم/ أبومعاذ/ أحمدسالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.