من الشخصيات المجتمعيه التي عايشتها، وأنا كطفل صغير ، شخصية الحاج حسن هادي فدعق ألف رحمة عليه، هذا الرجل الشريف العفيف وصاحب أشهر بقالة في قرية القوز الحبيبه، عرفت هذا الرجل منذ نعومة أظفاري وهو في بقالته من الصباح الباكر إلى وقت الظهيرة مداوم فيها بصبر وبحيوية ونشاط، يطلب الله من رزقه بكل أمانة ونزاهة وشرف صابرا" شاكرا"راضيا"وراضيا"بماكتب له الله. كانت البقالة بالنسبة للحاج حسن يرحمه الله مصدر رزقه ومنها يعيل أسرة كبيرة وأحسن تربيتها خير تربيه. في بقالته كان بشوشا" ومرحا "مع زبائنه، وبالذات الأطفال ومنهم أنا، وكنت أتذكر ثلاجة الغاز والإيسكريم أبو عود وقوارير الشراب الكوكا كولا، وكم كانت فرحتي كبيرة في تلك السن وذلك الزمن الجميل، وأنا أذهب لبقالة الحاج حسن، وأتناول قارورة شراب أو حبة إيسكريم وكأنني ملكت الدنيا ومافيها. كانت أسرتي في السبعينيات من زبائن الحاج حسن، وكنت أذهب مع جدتي على ظهر الحمار لنشتري حاجياتنا من بقالة الحاج حسن، ومن المواقف التي أتذكرها ولم تغيب عن خاطري ، أنني دخلت مع جدتي بقالة الحاج حسن وشاهدت الأطفال يشتروا حبات الإيسكريم وكلمت جدتي إن تشتري لي إيسكريم ، ولكنها نهرتني رحمها الله ، لإنها لم تكن تملك نقود ، حتى المواد الغذائية تستدينها من الحاج حسن بالآجل. نظر الحاج حسن الى تقاطيع وجهي والعبرات تخنقني وقال ليه تبكي يا أبني فمسح على وجهي وناولني حبة إيسكريم وحبة كوكا كولا فجبر بخاطري وأفرحني فرحة لم تسعني الدنيا حينها ، وجدتي زعلت وغضبت علي غضب شديد والحاج حسن رحمة الله عليه، يقول لها الله يهديك ياوالده، صلي على النبي طفل صغير وجاهل خليه يفرح وحصل خير. رحمة الله عليه كان رجل نزيه ومجاهد في عمله ، ونحن أبناء فرعان تعاملنا معه سنين طويله، وكان نموذج للتاجر الشريف والصادق في نزاهته وأمانته. ومن مناقبه رحمه الله، أهتمامه ببيت الله وبضيوف المسجد، كان مداوما" على فريضة الصلاة ، ومن عاداته رحمه الله أنه كان يأتي مبكرا" الى المسجد، لينظفه ويرتبه ويطيبه بالروائح الزكيه، وإذا ما أتى إناس غرباء في المسجد كان الحاج حسن يتكفل بإطعامهم بنفس رضية يرحمه الله. وللوالد الحاج حسن هادي رحمة الله عليه محاسن كثيرة، مع أسر فقيره كان يقدم ويجود لها بالمساعدة ويحسن إليها جعلها الله في ميزان حسناته. رجل كافح سنين طويله بجد وهمة ونشاط، على مدى أكثر من نصف قرن أويزيد أغلبها في قرية القوز، ثم أنتقل الى مركز المديرية مودية وأفتتح بقالة وأستمر في عمله على نفس الخلق والمعاملة الطيبه والحسنه مع كل ممن عاملوه. وعندما كبر في السن ومرض فترة زمنيه وأنتقل الى جوار ربه قبل عدة أشهر رحمه الله رحمة الأبرار، وخلفه من بعده أولاده رضوان وأحمد باركهما الله وحفظهما الى جانب أخيهم ناصر وأتمنى إن يوفقهم الله وإن يكونوا خير خلف لخير سلف.على نهج وخلق والدهم الحاج حسن هادي رحمة الله عليه! بقلم أبومعاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.