بقلم/سميح عبدالله خمس سنوات ونصف مضت منذ بداية انطلاق عاصفة الحزم حرب الإخوة الأعداء في اليمن، ولا شيء يلوح في الأفق سوى مزيد من الدمار والخراب، والجوع والبطالة، والمرض . صراع الوكلاء قضى على ما بقي من الدولة ، وأعادت الشعب إلى القرون الأولى، وتوقفت نهضة البلاد ، وتحركت أطماع الخارج، وتوقف العقل اليمني عن التفكير إلا في المزيد من الدماء والأشلاء . بعد خمس سنوات ونصف من الحرب، ألا يوجد رجل رشيد من أصحاب القرار يقول للحرب " كفى " ؟ .!!! يكفي لانريد المزيد من القتلى والأرامل، والأيتام والمتزاحمين على بوابات اللجوء إن تيسر داخليا وخارجيا، والشحت من المنظمات الإنسانية . إلى شرعية الرئيس هادي : لم يعد للدولة كرامة، ولم يعد خافياً على أحد بأنكم أعجز من أن يكون لكم رأي أو قرار في شأن اليمن لم يعد للشرعية من دور سوى إضفاء الشرعية على مزيد من الاستهتار بدماء الشعب اليمني، ولم تعد للشرعية حرية الحركة في داخل البلد وخارجه ، فشلتم في بسط نفوذ الدولة ، فشلتم في استقرار العملة فشلتم في تنمية واستقرار المناطق المحررة لم تستطيعوا توفير كتب مدرسية للطلاب فكيف ستهتمون في توفير معلمين جدد في المدارس والجامعات هذا ابسط مثال ، فلماذا التمسك بخيط العنكبوت والمضي قدماً بحثاً عن سراب، تركتم الشعب في صحراء متموجة بالرمال المتحركة ، مليئة بالألغام المتفجرة . إلى الحوثي : أما آن لك أن تقول للحرب : كفى؟ !!!! انخدعتَ حينما وثقت ببعض الدول واكتشفت بأنها لاتريد غير دمار اليمن والهيمنة عليه واعتباره إمارة تابعة لهم تتحكم به كيف شاءت ، أما آن لك ان تعترف انك أعلنت الحرب بالوكالة في الثورة المضادة، واقتحمت بيوت الله، وبيوت المؤمنين، ونهبتَ السلاح، وانتهكت الحرمات، وسابقتَ الزمن لالتهام القرى والمحافظات . إن رائحة الموت تنبعث من كل بيت لك فيه نصير، وكل يوم تفتتح سلطتك من المقابر المزيد، والعنصرية أطلت بقرونها، وكشرت عن أنيابها بعد أن كانت قد لفظت أنفاسها، وتوارت بالحجاب ولم تكتفي بهذا فحسب بل ارهقت كاهل المواطن مؤخراً بقرارك الأخير المتعلق بمنع التعامل بالعملات النقدية الجديدة دون مراعاة لماسيترتب عليها من عناء يضاف لما يعانيه المواطن البسيط . إلى الأحزاب ذات النفوذ السياسي والعسكري في البلاد: أما آن لكم أن تقولوا للحرب : كفى؟ !! القت الحرب أبناء الشعب اليمني في ساحات القتال بحثاً عن استعادة الكرامة، وغضباً من تصرفات الحوثي الرعناء، في كل بقاع اليمن بل وحماة لحدود الممكلة ، كم قتل في هذه الحرب من جميع الاخوة الاعداء؟ كم خلفت هذه الحرب ايتام وارامل؟ كم شباب قتلوا؟ كم بيوت وكم مساجد ومدارس ومستشفيات هدمت؟ كم مليارات هدرت ؟كيف كانت البنية التحتية؟ وكيف هي اليوم؟، بعد الخمس سنوات والنص من الحرب هل ترون بأن الأمور تمضي على ما يرام ؟ !! هل تعتقدون بأن الإمارات او قطر او ايران او المملكة يمكن أن ترضى عنكم، ولو اتبعتم نهجها ولبستم عمامتها؟!!! أم أنكم وصلتم إلى اليقين بأنهم لن يدخلوكم جنة رضاهم إلا إذا دخل الجمل في سمّ الخياط؟ .!!! إلى جميع الإخوة الأعداء، أما آن لكم أن تقولوا للحرب : كفى؟ !! هل تظنون بأن الحرب ستُحسم، ولو تم القضاء على الحوثي؟ !!!! ألا ترون الأرض تُفرش كل يوم بمزيد من الألغام؟!!! ألا تدركون بأنكم جميعاً تتقاتلون بالوكالة وتُخربون بيوتكم بأيديكم، وأيدي التحالف وقطر وإيران؟ . لا يزال في الوقت متسع لأن نضع خلافاتنا جانباً ونقول بصوت واحد للحرب : كفى؟!!! ولا يزال في الوقت متسع لأن نوقف كل حملات الإعلام التي تزيد من صبّ الزيت على النار، وتقوم بتصوير المعركة على أنها حرب مقدسة، لا يزال في الوقت متسع لأن نحفظ حياة البقية الباقية من أبناء اليمن . الظروف العصيبة التي تمر بها اليمن تفرض أن يعود العقلاء إلى طاولة الحوار بتنازلات وصدق نوايا بعيدا عن أي تدخل لامن الدول الشقيقة ولا الصديقة فهم لايهمهم استقرار اليمن وإلا لما وصل حال اليمن إلى ماوصل إليه. المكونات السياسية التي تراهن على مساندة دولة ما لهم لا اظن انهم على صواب هذه الدولة او تلك أنما دعمتكم لاجل تنفيذ اجندتها وتحقيق اهدافها مهما بلغ دعمها المادي والمعنوي العلني والسري لن يطول ولنا من قصص التاريخ عبر منها انقلاب بريطانيا عن الاتفاقيات بينها وبين الشريف حسين . لا ينكر أحد دور التحالف العربي في وقف التمدد الحوثي في اليمن ،كما لاينكر أحدا أيضاً فشله في تحقيق أهدافه التي دخل من أجل تحقيقها . محور الصراع في اليمن هي القضية الجنوبية وباعتقادي لن يحل هذا الموضوع إلا بطريقة نظامية وقانونية عن طريق الحور والاتفاق السياسي اليمني اليمني مثلما تم الاتفاق السياسي بين الشطرين قبل إعلان قيام الوحدة ، بعيدا عن العواطف والأمنيات صعبة المنال لنكن واقعيين موافقة الانتقالي على الانضمام والانخراط في العمل السياسي في ظل شرعية الرئيس هادي خير دليل على ان المجلس الانتقالي ادرك بأن ماتحقق له في اتفاق الرياض يعتبر أقصى ما استطاع إنجازه في الوقت الحالي لانهم ادركوا التحديات. باعتقادي لن تنتهي الحرب حتى يتم الاتفاق على مايلي: إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية. التزام الحوثي باتفاقية السلم والشراكة وتخليه عن ولاية الفقيه والإلتزام بحسن الجوار مع المملكة. من المسلم به بأن كل خلاف عسكري ينتهي باتفاق سياسي، فلماذا لا نستعجل بالاتفاق؟ .. لا منتصر في صراع الإخوة، فالجميع منهزم، ولعنات التاريخ لن تستثني أحداً من تجار الحروب.