عندما تنهار الانسانية وتنعدم المسؤولية الطبية و يموت الضمير، وعندما يكون الإهتمام محصورا في زاوية مغلقة لمن يدفع المال اولا، ويكون متأرجح فوق الضمير والشفقة لا غيره... هنا نقول:"ماتت الانسانية وانهدم عرشها" لما طفلة ماتزال في ايامها الاولى من عمرها، اصيبت بأعراض خفيفة.. اخذتها والدتها إلى مستشفى الحكمة كي تعود سالمة بين أحضانها ،فقرر المستشفى للطفلة ان تبقى في الحضانة... تركتها أمها في الحضانة على امل ان تعود و تراها بخير، لكن للاسف عادت والدتها و قد حرق الإهمال جسدها الجميل و شوه جلدها الناعم، لانهم لم يلقوا لها بال.. ارادت الام ان تأخذ طفلتها إلى مستشفى أخر لتلقي العلاج المطلوب ولكنهم احتجزوها لأنها لم تدفع بقية التكاليف، رغم تعهدها بأنها ستأتي و تسلم ما بقى لكنها لم تستفيد من ذلك العهد شيئآ بسبب مايتميز به المستشفى من الطمع و الجشع الذي طغى على النفوس، لم تعد للإنسانية قيمة في بلادنا... ولكن للاسف ماتت لما، و مات الأمل الذي كان في قلب والدتها الحنونة و التي سقطت باكية كي تسعفها و تعود معها إلى المنزل... ماتت الإنسانية ثم ماتت لما.. إلى مستشفى الحكمة ماتت لما، و ماتت ضحكتها المنتظرة... مات شغف الأم و شوق الأب.. ارتسم الوجع في عالمهما الصغير و بكى القلب.. أي إهمال هذا الذي يحدث امامكم و بين يديكم؟... أهكذا اصبحت الارواح رخيصة؟! و أصبحت دموع الأمهات لا تعنيكم؟ ! أهذا هو الجزاء الذي يواجه كل مريض يأتي إليكم كي تنقهذون روحه و تخففون الألم منه. فاين العهود التي قطعتموها اثنا تمسككم مهنة الطب على ان تكونوا قد الامانة والمسؤولية؟!! تبا لكم ولعهدكم الكاذب!!