كتب / حسن علوي الكاف : ================= عند الحديث عن الأستاذ القدير عبدالقادر عبدالرحمن باجمال لم تدري من أين تبدأ و في اي مجال ممكن أن تتحدث فهو موسوعة في كل المجالات المختلفه لما يمتلكه من ذخيرة واسعة و سرعة البديهه عرف سياسياً محنكاً ذو شخصية وكرازيما خاصة معتز بوطنه و الأصالة الحضرمية التي يفتخر بها دوماً وعنده القدرة في سرد كثير من الوقائع التاريخية والثقافية والاجتماعية بطريقة سلسة وممتعة . عرفنا أبو عمرو في كثير من الجلسات الخاصة والعامة رغم مشاغله السياسية الا أن الجلسة الحضرمية الخاصة لم يمكن التفريط بها خاصة في الأعياد في منزله بصنعاء وهو يوماً مفتوحاً للجميع وتحضره شخصيات غير حضرمية ولأنه صاحب ذوق وحس فني بديع فالجلسات يتخللها الفن الأصيل بحضور كوكبة من الفنانين الحضارم بصنعاء أمثال الفنان عمر غلاب والفنان علوي عبدالقادر الكاف رحمهما الله والفنان والمذيع الرائع محمد سالم باحمران وغيرهم وتشاهد باجمال يعلق على كثير من الأغاني عن درايه ويأتي بمعلومات غايبة عن الكثير وهي إضافة لنا وللحضور. و عند زيارة بعض الوفود العربية من الوزراء ومسؤولين وبعد المباحثات صباحاً يدعوهم لمنزله للمقيل و لابد من حضور الفن الحضرمي بتلك الجلسات ليعرفهم عن الفنون اليمنية المتنوعة وأخذ انطباع جميل على الأغنية اليمنية وتراثها الزاخر . أما الدان الحضرمي يجري بدمه و له عدة جلسات دان يحضرها ويشارك فيها بالشعر بوجود شعراء الدان الحضرمي منهم الشعراء حسين أبوبكر المحضار و الدكتور بكير وحسن باحارثه وجمل الليل الكاف أبو حمد رحمهم الله وغيرهم جلسات دان أقيمت بحضرموت وعدن وصنعاء وكم كان سعيداً بإختياره رئيساً فخريا لفرقة الغنّاء للدان الحضرمي بتريم وكان تواصلنا معه مستمر ولكن الظروف القاهرة التي ألمت به والأحداث في بلادنا و سفره للعلاج بالخارج كان لها الأثر البالغ في عدم التواصل والاستمرار . عند تولية تولية وزارة التخطيط والتعاون الدولي قدم للبلد خدمات طيبة كما كان له الفضل بعد الله في المنحة اليابانية المقدمة لإذاعة سيؤن حيث عمل على زيارة الوفد الياباني لإذاعة سيؤن عند زيارة الوفد لمحافظة حضرموت وطاف بهم بالإذاعة وعندها قدمت اليابان منحة كبيرة لإذاعة سيؤن من أجهزة حديثة تواكب العصر الحديث وعند توليه وزارة الخارجية إستطاع بحنكته إعادة بعض ابناء الجنوب إلى وزارة الخارجية والأخذ بهم رغم الإقصاء والتهميش الذي طالهم بعد حرب صيف 1994م و كان سياسياً يقرأ ما بين السطور ينم عن ذكى فطري يميزه عن غيره كان إدارياً من طراز فريد ليس للهوشلية مكاناً عنده التعيينات وفق معايير شغل الوظيفة العامة للدولة وأتذكر موقف معه حول تعيين أحد الأشخاص في منصب حكومي فقال أريد (( سيفي )) أي السيرة الذاتية عن تلك الشخصية، اليوم ضاعت تلك المعايير وضاعت الدولة برمتها. الحديث عن دولة الأستاذ عبدالقادر باجمال يطول كما أن له أيادي بيضاء في عمل الخير ودعم كثير من المرضى ومساعدتهم من أي محافظة يمنية كانوا دون تمييز أو حزبية مقيته لم يعمل على تعيين أبناءه أو أزواج بناته وكلاء أو وسفراء وغير ذلك من المناصب القيادية التي نراها اليوم رغم قدرته على فعل ذلك .. أعماله الطيبة أبعدته عن المشهد السياسي والأحداث والصراعات السياسية التي حصلت في بلادنا وكانت البلاد أحوج له في هذا الظرف. رحم الله الأستاذ عبدالقادر باجمال واسكنه فسيح جناته وتعازينا لأولاده وأهله ومحبيه ولنا بهذا المصاب الجلل إنا لله وإنا إليه راجعون.