تتهافت الدول العربية ،تباعاً،في التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ تطبيع الضعيف الخانع الراكع،لا تطبيع القوي الشامخ الشاجع وهو،في الواقع،تطبيع أنظمة وليس تطبيع شعوب،فالشعوب العربية،بكل تأكيد،لايمكن أن تقبل،نفسياً،أمراًكهذا،مع خنجرٍ مسمومٍ مغروسٍ في خاصرتها يدميها ويثخن جراحها،باستمرار إحتلاله للاراضي الفلسطينية المقدسة،ولايمكن له التعايش مع سرطانٍ ينخر في جسدها رويداً..رويداً،طمعاً في الوصول إلى إقامة دولته الكبرى بحدودٍ تتعدى حدود الأرض الفلسطينية المغتصبة،وعلى حساب الأرض العربية المباحة مع الأسف. ربما مادفع هذه الدول إلى التطبيع مع إسرائيل،يرجع سببه إلى تخوفهامن دولٍ قويةٍ صاعدةٍ في المنطقة كإيران وتركيا،التي هي الأخرى يسيل لعابها طمعاً في الحصول على الثروات العربية المستباحة في المنطقة،وبأي وسيلةٍأوطريقةٍ كانت،خاصةً في ظل التشظي والتمزق والشتات وحالة الضياع الذي تعيشه الشعوب العربية في الوقت الحاضر،لكنه مهما كان أمر التخوف مقبولاًنوعاًما من قبل تلك الدول،تظل إسرائيل الأكثر خطراًعلى الأمة العربية،وبالتالي فالتطبيع معها يكون في الحقيقة بمثابة المستجير من الرمضاء بالنار. وهذا التطبيع،في الواقع،لم يأت اعتباطاً،بل قد جرى له التخطيط مسبقاً من قبل دولٍ كبرى تقف الولاياتالمتحدةالأمريكية على رأسها،وقدوضعت لتحقيق ذلك الهدف شعاراً خبيثاً عنوانه الشرق الأوسط الجديد بحلةٍباليةٍ ونظامٍ مهتري موغلٍ في القدم،يعود إلى عهود البسوس وداحس والغبراء،كي يقبل هذا الشرق الجديد القديم التطبيع،مرغماً،مع دولة الاحتلال الإسرائيلي الغاصب . وفي الوقت الذي يتباهى فيه الصهاينة وقادتهم بما حققوه من اختراق في جدار الوطن العربي هاجمهم الداء الفجيع من لا يقبل التطبيع ولايرضى بالتطويع فيروس كورونا المستجد،الذي اقتحم حصونهم المنيعة وتجاوز دفاعاتهم القوية وشن عليهم هجوماً أقوى من المرة الأولى أُطلقت بفعله صافرات الإنذار المبكر،إشعاراً لكل الساكنين في مدينة اورشاليم وفي عموم مدن إسرائيل بالتوجه إلى المغارات والسراديب هرباًمن هادم اللذات ومفرق الجماعات ،فربما سلٌط المهيمن الجبار هذا الفيروس عليهم،كما سلٌط الجراد والقمٌل والصيحة وريح الصرصر على أقوامٍ باغيةٍ قبلهم فكان هلاكهم حتميٌاً بها.