فيما يحدث اليوم تجتاز كل العبارات مكانها وتحملق بدهشة عجيبة وبحسرات وآهات، ملت قلوبنا بل وعيوننا من النظر فيما يدور، فيما يجري من نكبات في وطن محاصر بالأمراض والسيول والغرق اليومي للبشر والحيوانات والنباتات، بل لغرق الضمير الإنساني الذي لم يعد موجودًا إلا على حين ذكرى في بلاد لم يعد فيها للدولة غير مسمياتها الوظيفية لأناس تقلدوا مناصبها وأخذوا يغامرون ويقامرون بما تبقى من نزعات لإرضاء خزائنهم المترفة بالدماء والأشلاء التي يقتاتونها بدم بارد، أما في المواقع الالكترونية يبكي الخاطر ويدمي الفؤاد نجدهم يقذفون التهم لبعضهم وبعض آخر يقدحون ويذمون بآخرين وكأنهم ليسوا من بلد واحد، فرق بينهم مال أو سياسة، أو أن سوء الظن دائما هو السّابق، وآخر ماتبقى هنا وطن غارق، وامرأة تئن من تهدم منزلها، ومواشي تجرفها السيول، وعجوز يغطيه الطين، وشوراع مكسرة مكفهرة، وضمير ميت، ولا من مجيب .