هربت ألف مرة من نفسي وذاتي ، من دموعي، من ذاكرتي في أمل أن لا أتذكر هول ماحدث، مصيبة تلو الأخرى في بلد الحكمة وعن أي حكمة نتحدث والأطفال ينادون من وسط السيل الجارف آملين في نجدت أحدهم من موت قد تحقق؟ يمدون أيدهم لكن لاسبيل للنجاة، توقظني عيون الطفل ويده كلما قررت أن أنام ، تخيلت يده تمسك بقميصي ونظراته لي تصرخ :لاتدعوني أنطفئ، أحلم أيضا كل ليلة بتلك التي لم تنزل حتى زجاج النافذة لتشم بعض هواء الدنيا قبل أن ترحل إلى بارئها، لاقت حتفها بكل شموخ وأوقن أنها من أمرت أطفالها أن يصعدوا إلى سطح السيارة الغارقة على أمل ألايلقوا ماصارعته هي، ياااه كم نحن جبناء وخائنون لتلك النظرات ولتلك الآمال التى كانوا يفكرون بها ونحن بلا حراك ، ميتة أرواحنا وقلوبنا صماء ، جوفاء ليس فيها أدنى رحمة أو انسانية .. نحن العائشون الأموات لانستحق الحياة .