منذو هلَّ علينا هلال الانتقالي من ثغرِ الجنوب الباسم (عدن)، تعشّمنا خيرا، وقلنا إن ساعة الفرج ستكون إن شاء الله قريبة. فذهبنا مبشرين، فرحين متفائلين بقدوم عهد جديد للجنوب، وزادت الفرحة عندما بدأت عملية إرساء قواعد الأحزمة الأمنية، والوية الدعم والإسناد، نشاهدها وهي تسير على نسقاً منتظم تجوب وتتوزع على أرجاء الجنوب تنتقل من محافظة إلى محافظة، وبهذا أصبح يساورنا اليقين أن الانتقالي من المؤكد سينقلنا من طور الٌا الدولة إلى طور الدولة الحقيقية التي ننشدها. لكننا فجأنا ومن بعد طول إنتظار بدايات تراجع، وتهكّر في دور هذا اللاعب المستجد والنشيط.لنصحى يوما على خبر مفادهُ: بإن دولة الإماراتالمتحدة المساندة، والداعمة له شرعت تحلحل عفشها وفي نيتها تسليم مفاتيح الجنوب للملكة السعودية، وهكذا وما هي إلّا ايام حتى تمت لها العملية بنجاح، وغادرت يقيناً عدن. بعدها لمسنا مزيداً من الإحتقان الجنوبي جنوبي، وبمزيد من التفكك والتشرذم، لتتوالاء الأحداث عاصفة، طلوعاً ونزولاً بحوارات تجري بين الرياضوجدة، وتخرج بقررارات لا تطبيقا لها على العواقع..
اليوم وبعد مضي من الوقت الكثير، وبإنقضاء ثلثي الفترة المآمل منها للانتقالي أن يكون على محك الدولة الفعلية. بدايتها كان بصعوده إلى الواجهة منتزعاً صدارة التمثيل وحامياً لضهر القضية الجنوبية، لكنه ما أتضحَ لاحقاً لايوجد ما يطمأن أن هذا الشبل الناشئ يستطيع الإفاء بما قطعه على نفسه لمؤيديه ومناصريه من تعهّدات، فكل ما يقديمه لهم إلى الآن هي جرعات من الصبر والصبر فقط لاغير، ووهو يمكث خاضعاً لمشيئة المملكة العربية السعودية، والتي اصبح الشارع الجنوبي ينظر لها بعين الريبة والشك غير مطمأناً لدورها وبما تمارسه من ظغوطات عديدة إنعكست سلباً على الواقع المعيشي للسواد الأعظم من الناس، وتجسّد ذلك اخيراً بردات فعل العسكرين والمعلمين بإعتصامات وبإضرابات قد تمهد لإندلاع شرارة ثورة جنوبية جديدة صداً ورفضاً للجميع.
وبصدد هذه المعاناة التي لا حدود لها لا زال الانتقالي لم يرتقي بعمله إلى المستوى المطلوب، نزولاً عند رغبة الشارع والجماهير الجنوببة. من هي تعد اساساً المرجعية التي يتكئ عليها ،ليعيش رهين محبسه، محاصراً لحد العجز التام في الإيفاء برواتب القوات العسكرية التابعة له.
وكل هذا يجري والإمارت في حلٍ عن هذا بالكامل، كأن الأمر لا يعنيها منه شيئاً، تصم أذنها - تغمض عينها ومن بعد أن ظهرت من الوهلة الأولى كراعياً رسمياً يقود الانتقالي بقوة إلى الأمام، ملقماً اطرافه الحنش لتتوارى عن المشهد، تاركة إياه يواجه مصيره بنفسه.
ليحقَّ لنا التساؤل. هل كان لهذا أن يكون وبمعزل عن التنسيق المشترك من قبلها مع المملكة السعودية.خلافا لما ضهرت به في البداية وما اتصفت به من ودٍ وزخمٍ منقطع النظيرين. وهي تمضي تتمثل الوقوف إلى جانب ابناء الجنوب لتعطيهم دافعاً بالإلتفاف والوقوف في وجه الحوثيّن، ثم تتملّص في الأخير فتُبقى إنتقاليهم إنتقالي إلى ماله نهاية؟.