قرات معظم مقالات الدكتور مروان الغفوري؛ التي كتبها بخصوص: الثورة، والجمهورية. دققت فيها كثيراً وتفحصت ما قاله جيداً: الرجل لا ينكر نضالات اليمنيين الأوائل ولا يتبخس المبادئ التي حلم بها ثوار سبتمبر، إنه لا يسخر من فكرة الجمهورية، ولا فيما يطرحه محاولة مشبوهة لهدم مشاريع اليمنيين، كما يدعي البعض. بقدر ما هي خطوات جريئة في طريق المكاشفات الموجعة، لتعرية المعاني الكبرى والسرديات اليمنية التي وجدت شعباً يتلاقفها بسذاجة دون أن يعيها؛ إذ أن الجمهور دائماً، وبالذات اليمني، لا يأبه بالحقائق لا يميل إلى الوقائع بقدر ما يبحث عن ما يعزز به إيمانه المسبق ويخدم وجهة نظرة المتخذة سلفاً. المعاني التي طالما ظلت لزمن طويل بعيدة عن متناول الكاتب اليمني نقداً أو حتى تقييما، إذ ترسخت كمكتسبات في الخيال تلقفها الشعراء والمثقفون اليمنيون كما هي، وبدلاً من تقييمها وفحصها والإحاطة بمضامينها، راحوا يغدقونها بالشعر الملتهب والمديح الباذخ، كحقائق كاملة لا تقبل المس أو التشكيك. مفجوع جداً، حيال التعريضات المسيئة التي قالها البعض في مروان، والألفاظ النابية التي قذف بها الرجل، كما لو كان من فصيلة الشيطان، أو كما لو كان هو من سرق حلم اليمنيين؛ وقضى على ثورتهم وهتك نظامهم الجمهوري. إرحموا حالكم يا جماعة، وبدلاً من تعريفنا بأمراض مروان السيكولوجية والفسيولوجية، قولوا شيئاً ذا معنى بخصوص ما يطرحه البني آدم ده. برأيي أن ما طرحه مروان من أسئلة، بمثابة خطوة للإحاطة بالموضوع ولفهم الواقع وحسم الجدلية الدائرة، ومعرفة ما إذا كان يقوله عن الثورة_الجمهورية صواباً أم خطأ، واقعاً أم خيالاً، نظرة فوقية أم مكاشفات، حقائق أم محض خرافات. أسئلة مهمة، يمكن أن نطلق عليها أسئلة الثورة/ الجمهورية: هل استطاعت الثورة القضاء على الفكر السلالي؟ هل تمكنت من سحق فكرة الولاية والبطنيين من أذهان الهاشميين؟ وهل جرمت الهاشمية كما فعلت ألمانيا مع النازية مثلاً؟ ثم هل عاشت اليمن فترة جمهورية حقيقية؟ هل حقاً كان صالح جمهورياً؟ هل شعر اليمنيون بالخطر وهم يشاهدون جحفل الحوثيون تتسلل إلى صنعاء لهدم الجمهورية أم كانوا مشغولين بتخوين بعضهم؟ هل وقفوا صفاً واحداً لمواجهته الإمامة، وحماية الجمهورية؟ هل تركوا معاركهم الصغيرة، أنسوا خلافاتهم للحظة وقاموا يحرسون الثورة والجمهورية؟ ثم بعد ست سنوات من سيطرة الإماميون هل استوعب اليمنيون الدرس، هل فهموا شيئاً؟ هل ما زلت لهم معركة مشتركة ضد عدو واحد، وهل في الحاضر تمثل سبتمبر/والجمهورية همهم الأول والوحيد؟!!