ما أجمل أن يشعر المرء بالفرح والأجمل منه أن تدخل السرور على قلوب الآخرين, قال صلى الله عليه وسلم:" أفضل الأعمال سرور تدخله على مسلم".. ولا أجد شعباً بين شعوب الأرض يفرح ويسعد مثل الشعب اليمني الذي يعيش الفرح في يومه وليلته عدة مرات, كلما عاد التيار الكهربائي بعد انقطاعه سعدنا وفرحنا وهللنا وصفرنا "هييهه لصيت الكهرباء" هذا في المناطق الذي فيها كهرباء" ولكم أن تعدوا مرات الانقطاع والعودة للكهرباء لتعلموا كم نفرح وكم نسعد وكم يتجدد الفرح لدينا صغاراً وكباراً. وكذلك نفرح عندما يزور الماء حنفياتنا بعد طول غياب, غياب مر ومرير, ونغني له يا غايب متى شاتعود.. وفي لحظة غير متوقعه يعود الغايب ليسعد به الناس العطشى لحضوره, فيستقبلونه بالدباب والدسوت والثياب المتسخة.. إنها لحظات فرائحية تستحق أن نغني لها: أهلاً بمن داس العذول واقبل وطلعته مثل الهلال واجمل ونفرح إذا انخفض سعر الديزل والبترول ونفرح عندما يتكرم ويتحنن عاقل الحارة ويوزع لنا غاز ونفرح عندما نستلم نص راتب بعد عناء وشقاء وبلوغ الروح الحلقوم.. أما الأعياد والمناسبات الوطنية "فعد لك عد".. 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و21سبتمبر و30 من نوفمبر و 22 مايو و 11 فبراير "وعاد الباقي بالقصيص" وهاااات يا ابي هات. بصراحة حياتنا في اليمن كلها فرح في فرح, وكل شيء له طعم, لأن كل ممنوع مرغوب وكلما زادت المشقة كبُرت الفرحة بزوالها, والفضل يعود لولاة الأمر الذين يصرون على أن يسعد هذا الشعب في كل يوم وليلة, لأنهم يعلمون أن أحب الأعمال إلى الله تعالى "سرور تدخله على قلب مسلم".. وأخاف يموتونا من الفرح.. يا جماعة: اتقوا الله.