كثر الحديث والكلام في الآونة الاخيرة عن ظهور فرقة وشتات وإنقسامات داخل الصف الجنوبي ، وإن هناك صراع على القيادة ، كل ذلك تناولته الصحف المطبوعة ، والصحف الإلكترونية بوجه الخصوص ، إن كل مايحدث على الساحات الجنوبية ليس بإنقسامات ، أو فرقة ، كما يتصور لنا ، وإنما تباين في الأراء ، ولايمكن لهذا التباين بإن يصبح يوماً إنقساماً ، أو أن يصل بنا إلى ضياع الهدف الذي نسعى لتحقيقه ، وإن إختلفنا أو تضاربت بنا الأراء ، لكن نبقى على هدف واحد ننشد به ونسعى من أجله ألا وهو التحرير والإستقلال وإستعادة الدولة . أن نراقب ونتابع مايجرى ويحدث على الساحة النضالية من إلتفاف وإلتحام جنوبي غير مسبوق ، وأن الشعب الجنوبي قد إرتص صفاً ، قيادةً وشعباً ، فالقيادات الجنوبية في الخارج قد وحدة رؤيتها وهدفها في التمسك بخيار الشعب المثمتل في التحرير والإستقلال ، كما أن هناك مؤتمر مرتقب جنوبي جنوبي مزمع عقده في مايو /2013 في العاصمة المصرية القاهرة ، يجمع كل المكونات والفصائل الجنوبية وبدون إقصاء أو تهميش ، وأن دل على شيء فإنما يدل على تقدم القضية نحو الأمام ، في الوقت نفسه نرى أن الساحات الجنوبية تحتضن مليونية تلي مليونية ، فمنذُ إبتداء هذه السنة 2013 شهدت الساحة الجنوبية النضالية السلمية مليونيتها الرابعة على التوالي ، ابتداءاً من مليونية 13 يناير يوم التصالح والتسامح ، مروراً بمليونية الحادي والعشرون من فبراير يوم الكرامة ، وأيضاً في 18 مارس مليونية نحن أصحاب القرار جاءت هذه الفعالية لتقول لكلٍ من المجتمعين الإقليمي والدولي ، بإن الجنوبيين قد رفضوا تماماً حوار صنعاء ، فأما المليونية الرابعة فكانت في يوم 27 إبريل متزامنة مع ذكرى يوم إعلان الحرب على الجنوب والتي أُعلِنَت في ميدان السبعين بصنعاء حسب فتواهم المسيسة التي كفرت أبناء الجنوب وأحلت دمائهم ، ومن خلالها تم إجتياح الجنوب بذريعة الوحدة والتي إعتبروها وحدة فيد ونهب ، ومنها أصبح الجنوب محتلاً أرضاً وإنسانا .
هناك شعارات تردد في هذه الفترة يروج لها بعض المندسين او كما وصفهم دولة الرئيس حيدر العطاس بأن هؤلاء هم أصحاب المطابخ السياسية المكشوفة والمتعفنة ، القصد من ترويجهم لمثل هذه الشعارات هو شق الصف الجنوبي وضياع القضية ، وذلك بعد أن علِموا وأيقنوا بإن الجنوبيين قد رصوا صفوفهم وإن إستعادة دولتهم أمر لامناص منه ، وخصوصاً بعد ما أن رأوا الإستجابة والاهتمام من قبل المجتمع الأقليمي والمجتمع الدولي ، إتجاه القضية الجنوبية .
لا قيادة بعد اليوم .. لا أدري ما الغرض من رفع هذا الشعار ، نسمع كثيراً في هذه الفترة العصيبة التي نحن بأمس الحاجة إلى قيادة سياسة وفكرية محنّكة ، بأن هناك شعاراً يرفع لا قيادة بعد اليوم !! إن رفع شعار مثل هذا ، نقصد به أننا نهرب من العمل التنظيمي والمؤسسي ، فبالتالي لن نحقق أي مطلب من مطالب ثورتنا ، وإنه سيتم إختراقنا من كل جهة ، والمعروف في تاريخ الثورات إنه لكل ثورة قائد يقودها ، ففي جنوب افريقا مثلاً نيلسن منديلا ، وفي امريكا اللاتينية تشي جيفارا ، لا اريد أذكر اسماء كُثر حتى لا أغرد خارج السرب ، فلماذا نحن لانستفيذ من سنن الاولين ؟ مشكلتنا إننا لانقرأ التاريخ !! فهُنا أود أن أطرح سؤال إلى الذين ينادون ويهتفون بمثل هذا الشعار لا قيادة بعد اليوم ، لوفرضنا إن مجلس الامن الدولي أو المجتمع الأقليمي يريد ان يتحاور معنا فمعَ من تريدونه أن يتحاور ؟ وانتم بدون قيادة !! .
نريد قيادة شابة .. كلنا أسعدنا هذا الشعار ولكن الحديث هنا عن القيادة الشابة لابد أن يكون لهُ مقومات وأُسس ومعايير وضوابط ، وإذا أردنا قيادة شابة حقيقية يجب علينا أولاً الإجابة على جملة أسئلة منها ، هل القيادة الشابة قادرة على حمل القضية على عاتقها ؟ هل القيادة ذات وعي فكري ونضالي ؟ هل القيادة تجمع كل الشباب المتعلم والمؤهل أكاديمياً ؟ وهناك العديد من الأسئلة التي لايسع المقام ذكرها ، لكن أقول من هذا المنبر لكل من يردد هذا الشعار إننا اليوم بحاجة للقيادة السياسة المحنكة والقادرة على التعامل مع جميع المواقف السياسية ، والتي تفهم وتعي الاموار وتدرس أبعادها ، إن قيادتنا الجنوبية في الخارج ، وجدت ليس لتضرنا وإنما لتنفعنا ، فهي تشد من ازرنا وستكون لنا مرجعية ، لتمكنها من القدرة لإيصال صوتنا والتحدث مع المجتمعين الإقليمي والدولي .
شعبي الجنوبي .. فلنكن واقعيين ، ليس إنقاصاً أو تقصيراً في حقك ، فحالنا يرثى له اليوم ، كيف كُنّا وكيف أصبحنا ، كنا رمزاً للنظام وكنا رمزاً للنضال وكنا رمزاً ، لا أريد أبكي على الأطلال دوماً ، أما اليوم فتضرب بنا أسوء الأمثال في الشتات والتمزق ، وهناك مجموعات مستفيدة من كل مايحدث ، ماقصدها شي سوى عثرة النضال ، وهذهِ المجموعات وجدت لكي تخلق وتذيع كل الشائعات الباطلة ، إبتغاء الفتنة وإبتغاء ضياع القضية ، ولكنا بعزيمتنا وإصرارنا سنعود كما كنا ، وسنقف لهم بالمرصاد ، وسنخبرهم بأن كل مايفعلونه ماهو إلا مجرد تخبط جبناء .
كلمة أخيرة .. اوجهها لكل احرار الجنوب ، بأن يفيقوا وينهضوا ، كما يجب عليهم أيضاً أخذ الحيطة والانتباه ، من ذيول الإحتلال الذين يسعون بطريقة أو بأخرى لخرق نضالنا السلمي وترويج الإشاعات الزائفة التي غرضها الأول والأخير هو تفكك وتخلخل وحدة الصف الجنوبي ، وعلينا أن نحلل برجاحة العقل وحكمة المنطق ، كل الأمور التي تدور من حولنا ، ونقول لذيول الإحتلال وأصحاب المطابخ المكشوفة ، كفاكم إصطيادا في المياة العكرة ، فالجنوبيون قرروا مصيرهم ، وإن النصر قاب قوسين أو أدنى ، وتحيتي واجبة لكل جنوبي ، وعاش الجنوب حراً .