بلادي الى المجد هيا انهضي...من مننا من ابناء الجنوب لم يسمع هذه الاغنية الوطنية التي شدا بها الفنان الكبير المرحوم (محمد صالح عزاني) هذه الاغنية الوطنية التاريخية: بلادي الى المجد هيا انهضي = وسيري بعزم الشباب الابي..
بداءنا كفاح البناء فهنئي = لينعم شعبي بعيش هني
بلادي الى المجد هيا انهضي = وسيري بعزم الشباب الابي
وخر الشهيد تلو الشهيد = لينير بدم الوفاء تربتي
فهيا اكتبوا النثر والنشيد = فهم حطموا القيد يا فرحتي
تجسد في القلب حب النضال = رفعت به عاليا رايتي
على كل جدرا وفوق الجبال = ومن حيث ضاءت لظى ثورتي
فديتك أيام حمل السلاح = و سار الفدائي على مبدئي
وخضت مع الخصم اقصى كفاح = نزعت به اليوم حريتي
كتب كلماتها شاعر الجنوب واحد ابرز هاماتها الوطنية الشاعر القدير (احمد بو مهدي ) هذا الشاعر الذي اثرى المكتبة الوطنية الجنوبية بالأعمال الفنية والأغاني الوطنية والعاطفية هذا الشاعر الاسطورة الذي لازالت أعماله الفنية الوطنية تتصدر كل الاعمال ولازالت حتى اليوم تلهب المشاعر الوطنية حين سماعها وتجعل السامع حينها يرى الاستقلال يلوح في الافق ويرى علم دولة الجنوب يرفرف عاليا خفاقا معلنا عودة الحرية والاستقلال ! وما اروع اللحظات اليوم حين نسمع تلك الاعمال العظيمة لشاعر عظيم افناء حياته في خدمة الجنوب فرحل ولكن لم يرحل من عقولنا وقلوبنا فضلت اعماله تردد حتى في رياض الاطفال لتلهم براعم المستقل بالكلمة الوطنية المؤثرة التي لا يمكن لمن يسمعها ان تنمحي من ذاكرته فكما كنا نسمع (بالنار والحديد) ونحن اطفال لازلنا نسمعها اليوم ونترحم على كاتبها ومغنيها الذين شكلوا ثنائيا متميزا بل معجزة لن تتكرر ...
رحم الله الشاعر الجنوبي الكبير احمد بو مهدي ورحم الله الفنان الكبير محمد صالح عزاني الذين رحلوا ولكن لم ترحل اعمالهم وما قدموا خلال الفترة الماضية من اعمال رائعة ستضل خالدة مخلدة في ذاكرة اجيال واجيال ...وانني في مناسبة الكتابة عن هذين العملاقين الراحلين مبتدئا بالشاعر الكبير المرحوم احمد بو مهدي ونبذة قصيرة عن ما قدم من الاعمال الوطنية المتميزة ! أحمد بو مهدي ، يعتبر - واحداً من أهم شعراء الأغنية اليمنية وممن ساهموا مساهمة فاعلة بوضع بصمات ولبنات واضحة المعالم في تراكيبها وقوامها اللفظي المستند على الإيقاع والجرس الموسيقي حيث امتلك الشاعر أحمد بو مهدي مفردات وأدوات شعرية متميزة ومتفردة واستطاع أن يوظفها توظيفاً شعرياً بديعاً جمع به بين النص الشعري العامي والشعر الفصيح ليرتقي بمفرداته الدارجة إلى قالب سمي بالنص الغنائي «الوسط» مكنه من القيام بذلك الدور الرائع قدرته الشعرية الفائقة وأدواته الفنية المتمكنة بالإضافة إلى المخزون الكبير الذي يحفظه عن ظهر قلب من التراث والفلكلور اليمني بكل أشكاله وألوانه خاصة في جوانب الشعر والغناء والرقص الشعبي، فاستطاع بذلك أن يجعل كل تلك المعطيات الثقافية والأدبية تذوب وتنصهر بانشغالات جادة ليجعل لتجربته كياناً مستقلاً جسده في قوالب شعرية بديعة متناسقة الأمر الذي أعطى لتجربته الشعرية ميزة التفرد والخصوصية والاستمرارية.
كل هذا ليس إلا وفاء لهذا الشاعر الكبير الذي عانى كثيرا خلال مرحلة حياته هذا الشاعر العملاق الذي وللأسف الشديد لم يلقى من الرعاية والاهتمام به بما يليق بنضاله وما قدم لهذا الوطن من اعمال لازالت حتى اليوم تتصدر كل الاعمال ! هذا الشاعر الاسطورة الذي بحكم علاقتي الشخصية به وبأسرته الكريمة نكتب عنه ونُبين لكل ابناء الجنوب المحبين له وللفنان محمد صالح عزاني كل ما يتعلق بحياتهم الفنية واي اعمال لم يتطرق لها الاعلام من قبل ...كل هذا وفاء مننا لهما ولما قدموا من اعمال عظيمة من اجل وطن اسمه الجنوب ! ونخصص هذا ( لعدن الغد) التي نتمنى ان تعطي جُل الاهتمام والوفاء لمثل تلك الهامات الوطنية الكبيرة ! فكما تعمل وتقدم عدن الغد اليوم من الاعمال الاعلامية الوطنية الكبيرة نرى انه حق عليها لمثل تلك الهامات الوطنية التي عانت من التهميش وضلت تعاني دون ان تلقى اقل ما يمكن من الاهتمام من قبل كافة وسائل الاعلام آنذاك واثقون من ان (عدن الغد) موقعا وصحيفة هي الوجه الحقيقي للجنوب ومن انها هي الموفورة حضا على الساحة لنشر ما يعتبره الكثير (وفاء منها تجاه كل الهامات الوطنية الجنوبية) .
