كل الكيانات العربية اليوم تعيش حالة تخبط وفراغ أخلاقي .. معرفي.. إنساني.. نحن في زمن أشباه الرجال .. أمة لاتعترف إلا بظواهر الامور السطحية ولاتفتش عن القيم والمبادئ والسلوك والأخلاقيات .. أمة تلهث وراء الشهرة والمال والسلطة والجاه ..
تبوأ اللصوص والنصابون والدجالون والفاسدون والناهبون والمرتزقة أعلى المناصب والرتب ومقاليد الحكم والسلطة وتاهت الشعوب في (ماراتون) توفير لقمة العيش والحياة بعزة وكرامة .. مظالم وظلمات المواطنين في مدينة عدن تهز أصدائها من به (صمم) .. ضاع العلماء والمثقفين من أبناء عدن والنخب وصفوة القوم في زحمة ثقافة النهب والقتل والإغتصاب وتجارة الحروب ..
واقع بائس وأمة عربية للأسف ضاعت هويتها ونهبت حضارتها وأستبيحت مقدراتها ونخوتها وأصالتها ..
نحن نمر في مديتنا الفاضلة عدن الثقافة والعالم والمعرفة والتعايش السلمي بأسوأ مراحل الإنحذار والإنحطاط على كل الصعد التي تشهدها المجتمعات العربية فارغة المحتوى والمضمون عديمة الجدوى والقيمة ..
و لسنا في حقيقة الأمر في وقتنا الراهن سوى ( ظاهرة صوتية) ..
أنظروا الى واقع الحال في( مدينة عدن) العاصمة المؤقتة والمحررة المنكوبة بعد مايقارب ( 6 سنوات) من إنتهاء الحرب الضروس التي شهدتها وقوافل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم قرباناً لمستقبل أرغد مشرق وتضرجت دمائهم الزكية في كل شبر من ميادين القتال للذود عن الشرف والدفاع عن الوطن والأرض والعرض والكرامة والحرية ..
عدن الباسلة الآبية تنزف وتعلن للعالم بأسره تردي أوضاعها وقسوة معاناتها على مختلف الصعد الحياتية والآدمية والإنسانية وتشهد حتى كتابة هذه السطور حروب فتاكة قاتلة أشد وطآة وأعنف من سابقاتها في سبيل مقارعة ديمومة وإستمرارية الحياة ..
نعم عدن وأهاليها وساكنيها يواجهون المجاعة والموت في كل لحظة وأستوطن الخوف والرعب قلوب كل من سكن مدينة المحبة والسلام ..
عدن الجبل والساحل والأزرق الممتد على مرمى النظر الأم الحنون الآسرة الساحرة المشهودة لها بدورها الريادي والتنويري في إتساع الكون على مرأى الأسماع والأبصار وعرفت منذ الأزل والخليقة بطيبة ودماثة أخلاق أهلها وثقافتها وفنونها وحضنها الدافئ ..
عدن تعيش حالة إقتصادية سيئة للغاية متدهورة وأزمات خانقة بسبب إرتفاع حروب العملات وإنهيار الريال اليمني المخيف( مع سبق الإصرار والترصد ) وحروب الخدمات والكهرباء والنفط والغاز وغلاء أسعار المواد الغذائية والإغتيالات وإنعدام صرف المرتبات والإغتصابات والنهب والسرقة والبلطجة وضياع حقوق الشعب الذي تسلب مقدراته وخيراته وثرواته وتهدر أبسط متطلباته وإستحقاقاته الآدمية ..
عدن تصطلي بنار إرتفاع درجة حرارة صيفها القائض الحار منذ بداياته وإنقطاعات مسلسل الكهرباء القاتل وحمئ الضنك والعديد من الأمراض المنتشرة وطفح المجاري ووووو والعديد من الكوارث ذلك فيض من غيض عذاباتها المميتة ..؟!