رأى رجل صبييْن يتعاركان، وكان أحدهما جميل الخِلقة والآخر دميماً، فعنّف الدميم، ولم يفعل ذلك مع الآخر. فقال له الصبي: لِمَ عنّفتني وحدي يا عم ؟ قال له : لا أريدك أن تجمع بين قُبحين. يقول أفلاطون : ينبغي للمرء أن ينظر إلى وجهه؛ فإن كان حسناً استقبح أن يضيف إليه فعلاً قبيحاً، وإن كان وجهه قبيحاً استقبح أن يجمع بين قبيحين). وفي معنى هذا يقول الشاعر: يا حَسَنَ الوجه تَوَقَّ الخنا لا تخلط الزين بالشين ويا قبيح الوجه كُن محسناً لا تجمعنّ بين القبيحين أو كما تقول أمي : "خيبةْ خليقةْ وخيبةْ طبع ، خيبةْ ويخرب". لا تجمع بين قبيحين: - لا تجمع بين وضاعة النسب وخساسة الأفعال. - لا تجمع بين قلة الدين وسوء الخُلُق. - لا تجمع بين الفقر والكبر. - لا تجمع بين الغباء والجهل. - لا تجمع بين التسول والوقاحة. - لا تجمع بين جفاف المشاعر والبخل. - لا تجمع بين الخطأ والعناد. - لا تجمع بين عدم الاهتمام وقلة الاحترام. - لا تجمع بين الذنب والإصرار عليه. - لا تكن متحزباً ومتعصباً. - لا تكن سياسياً ومرتزقاً. - لا تكن ظالماً وتتهم المظلوم بجرمك. - لا تكن رثَّ الثياب وكريه الرائحة. - لا تكن فاشلاً في التعليم وعاطلاً عن العمل. - لا تكن عالة على الناس وتدمن أكل القات. - لا تسرق وتبهرر. - لا تُذنب وتبرر. - لا تُخطئ وتكرر. إذا كرهت فلا تُعادِ، وإذا فارقت فلا تنسَ الفضل وتنكر الجميل. إذا ما عندك إحساس فلا تسخر من جراح الناس. يقول المتنبي : لا خيل عندك تُهديها ولا مالُ فليُسعِد النطقُ إن لم تُسعِد الحالُ وأتعس خلق الله من جمع بين مصيبتين، وخسر الدنيا والآخرة، وكان حاله كما قال المثل: " لا خمر في الدنيا ولا جنة في الآخرة".