حققت ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية اليمنية ما يشبه المعجزة في اسقاط، نظاماً استبدادياً مركزياً محكماً ساق البلاد والعباد الئ نفق مظلم تركزت فيه السلطة بايدي رجال تحولوا الئ مايشبة عصابات المافيا .. قاد ذلك الي انسداد الافق السياسي فارتفعت نسبة الاحتقان في الشارع اليمني.. وتفتقت عقول الشباب اليمني بالاعداد لثورة سلمية عارمة في مجتمع يموج بالسلاح.
لكن عزيمة الشباب الثائر وتوقهم الى اخراج المجتمع من ازمته المستحكمة دفعهم بقوة للاصرار على سلمية ثورتهم وتصديهم بصدور عارية لجحافل القوئ العسكرية التي تحمي الظلم والاستبداد...
حقق الشباب المعحزة.. ونجحت الثورة ..وتشكلت حكومة توافقية كانت افضل حكومة عرفها اليمن على مر التاريخ...
*لكن في اللحظة الحرجة تدخل من هز الوعاء ليختلط الحابل بالنابل وتتبدد احلام وامال وطموحات الشباب الثائر ومن خلفه الشعب التواق للحرية والكرامة والانعتاق..*
وقديماً قيل :
إذا جمعت 100 نملة سوداء و 100 نمل نارية ووضعتهم في وعاء زجاجي فلن يحدث شيء ، لكن إذا أخذت الوعاء وهززته بعنف ووضعته على الطاولة ، سيبدأ النمل في قتل بعضهم بعضاً. يعتقد النمل الناري أن النمل الاسود هو العدو بينما يعتقد النمل الاسود أن النمل الناري هو العدو، بينما يكون العدو الحقيقي هو الشخص الذي هز الوعاء.
وهز الوعاء هو نفس الحالة التي حدثت لنا قبل أن يقاتل بعضنا بعضاً في هذا البلد المنكوب ببعض ابنائه.
ويجب أن نسأل أنفسنا اذا اردنا الخلاص مما نحن فيه: من هز الوعاء؟!