وقع كثير من العرب، ولا يختلف اليمنيين وبالأخص أبناء الجنوب، في عملية مغالطات حول الحركات الوطنية. الحرب الإعلامية وغسل الادمغة، ما عرف بالحرب الباردة أو الجيل الرابع من الحروب، التي يعمل فيها الإعلام بتحويل مجموعة من الشعب إلى أدوات تخدم أجندات الإستعمار الجديد. وحدث ولا حرج في ظل جهالة الشعوب وتطور التواصل الاجتماعي. ثورة الرابع عشر من أكتوبر كغيرها من الثورات الوطنية، ضحى الكثير بأرواحهم من أجل استقلال الجنوب العربي عن بريطانيا. لا يمكن الحكم عليها من خلال النتائج التي حصلت بعد الثورة. يقال: الثورة يخطط لها الاذكياء وينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الجبناء. اختلف أبناء الجنوب حول تقييم النظام الحاكم ما بعد الثورة حتى الوحدة الوطنية. الفريق الذي يقييم نظام حكم الحزب الاشتراكي بالإيجابية، تبدأ المغالطة بالمقارنة بين قبل الوحدة وما بعدها، كأن العالم لا يوجد فيه الا دولتين لعملية المقارنة والحكم. إستخدام كلمة "أفضل" مغالطة أخرى، النظامين في الجنوب والشمال كانا من الأسوء مقارنة بمثيلاتها من الدول. فشل الوحدة هي نتيجة لاتحاد نظامين فاشلين. المقارنة تكون منطقية إذا قلنا اي من النظامين كان اسوء من الآخر وليس أفضل. من هذا المنطلق ليس من العدل أن نحاكم ثورة أو حركة وطنية من خلال ما حدث بعدها، لأن كثيرا ما تخطف تلك الثورات والحركات لتسير عكس ما أريد لها. عندما نقييم نظام حكم الجنوب ذلك ليس محاكمة لثورة الرابع عشر من أكتوبر. كذلك عندما نقييم النظام الذي حكم بعد الوحدة من الخطأ أن نجعل ذلك تقييم للوحدة. السبب في اختطاف الحركات الوطنية هو جهل الشعوب ووقوعها ضحية للشعارات الخداعة . يقول المفكر العالمي الفين توفلر: "جهالة القرن الواحد والعشرين لن يكون الشخص الذي لا يجيد القراءة والكتابة، بل الذي لا يستطيع التعلم والتمييز لنبذ المعلومات المغلوطة، والتعلم من جديد". السؤال :هل تعلمنا الا نخدع، وأن نحمي الحركات الوطنية من الاختطاف. أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر وكذلك الوحدة اليمنية كانت وطنية بإمتياز. من الخطأ أن نقييم الحركات الوطنية من خلال تقييم الأنظمة التي خرجت بالحركات الوطنية عن مسارها وأهدافها.