يا أيتها الوردة الجميلة أنتِ يا قَبول الحميري أنا إبنك السابع وأنا الضائع .! ضائع منذُ عام واسبوع في دهاليز العُتمة والظلام يا نَبية السلام أنتِ يا من تحملين أربع نَجمات على هيئة حروف ذهبية يا بنت قرية النجارين، القرية القريبة إلى قلبي والتي أحببتها منذُ أول لحظة أتى والدي إلى منزل أباكِ طالبا يداكِ يا أيتها الإكليلة الجميلة والنجمة التي ترقصين في سمائي.. هذا أنا وأنا هذا وهذا ولدكِ هاهو يوجه حروفه إليكِ طالما قد مر عليه وقت لم يكتبكِ حروف ولم ينسق لكِ نص جميل كوجهك يا أيتها الآية التي أرتلها في صلواتي، يا أذكار صباحي ومسائي ومن أرددهم بعد كل فريضة سماوية وحين أتطهر و أوجهني نحو القِبلة وأنتِ قِبلتي يا أطهر امرأة في كوكبٍ مليء بالحقد والكراهية والدمار والشتات والوجع والأوجاع والآهات والآنات والدموع والغُصص والتنهيدات والأشواك والمسامير وإبر الخياطين والرصاص والقنابل والصواريخ والمدافع ومواصير الدبابات وبقايا شضايا الحروب وأعمدة الدخان والبارود والشتات والدمار في وطنٍ ممزقٍ كخرقة رثة أستقبلت مائة حبة من الجمر ذات مساء أسود كوجه سياسي كوجه سياسيٍ في هذا البلد المكلوم كقلب أُم فقدت ولدها الوحيد في أولِ يومٍ من شهر السنة الأولى حين دقت طبول الموت والرحيل والرحيل من هذه الحياة الغزيرة باليتامى والأرامل والثكالى والفقراء والجوعى والمرضى والشباب الذين بُترت أقدامهم وسواعدهم نتيجة الإجرام الحاصل هُنا وهُنا أرض عاشقتان تعيستان فقدن شُركاء حياتهن بِقنُبلة مُفزعة في زاوية الحارة المحاذية لمنطقة مُشتعلة وقريبة من خط التماس الخط الذي أكل الأرواح والأجساد وقذف بهم إلى هُناك وهُناك حيث المنازل المُعتمة حيث لا رفيق ولا حبيب ولا ضوء ولا مصباح ولا شمعة ولا قنديل سوا الأعمال المُسجلة في كِتاب كان يحمله في كتفه يا امرأة الزنابق والزهور والورود والعطر والزبد ورائحة القهوة وأنتِ يا فاكهة الزبيب واللوز والرُمان والزيتون والتوت والكرز يا أيتها الحِميرية اللذيذة كقطعة حلوى في يد طفلٍ يبلغ من العمر عام وسابعة وثلاث ساعات وعشر ثواني . أنتِ يا أيتها القصيدة التي كتبتها عبر أصابعي ولحنها حُبي ورتلها قلبي وعزف لها كل وريد في جسدي وصفق لها نَبض فؤادي يا فؤادي وسادس حواسي وسابع ركن من أركان إيماني وسادس فريضة أيامي وركعتي السُنة قبل وبعد صلواتي، أُمي أنتِ يا أيتها الرقيقة الرقراقة الفراشة والعذبة والقُطرة الصافية والسحابة البيضاء وثلاثة الوان تتزين بهم السماء بعد ليلة ممطرة كتقويسة جميلة في الهواء وأنتِ هوائي ومائي و زادي، يا زهرة والدي الذي قطفها من حديقة نقية تسمى النجارين والنجارين قرية ترقصُ في زاوية قلبي وجميع زوايائي وأجزائي وأجزائي. أنتِ الشجرة الخضراء وأنا سابع غُصن من أغصانكِ يا امرأة الفُل والمشاقر ومعجون الزبد والهُرد ويا اُغنية حديثة نزلت إلى سوق وشوارع قلبي وقلبي وقلبي، يا أيتها الحَمامة وكل نَبرة عُصفور عند طلوع شمس المحبة والمحبة أنتِ وأنتِ الشمس والضوء الذي يضيء طريقي وأنتِ المَظلة التي من الحرارة الزائدة تنقذني وأنتِ الدفيء والدفيء أنتِ وصوتكِ معطفي الذي من البرودة يقيني وأنتِ جميع المُسكنات لِصُداعي وألمي ووجعي وأنتِ فرحتي وسعادتي وضحكتي وابتسامتي ونشوتي وكُل عيد جميل وجميع أعيادي . أنا سابع أولادكِ وأنا أكثر حباً لكِ وأقسمُ أنني أزيد وأكثر من يخاف عليكِ وأنا من إذا رأيتكِ تقدمتِ بالعُمر ادعوا الله أن يأخذ من عُمري إليكِ كي تظلين هُنا في جواري،خلفي،أمامي،عن يميني،عن شمالي،في عيوني، في وريدي،في عروقي،في فؤادي، في طريقي، في مَنزلي،في مجلسي،في غُرفتي وفي القُرب مني يا أُمي، أنا إبنكِ الضائع وأنا من إذا تذكرتكِ و زارني طيفكِ أجدني وأجدكِ شمعة هُنا في أعلى جَبيني. أُحبُكِ يا جنتي