تكاد الآهات تخنقنا ،والأسى والحزن يعصر القلب لحال ووضع الاستاذ خالد علي فارع الذي ظل طريح الفراش لعدة أعوام ،وهو يقاوم المرض الخبيث الذي أنهك قواه ونخر في رجليه فتجرع غصص المرض ،وذاق صنوف الألم ،صابراً محتسبا واستمر على تلك الحال وقصد الكثير من المستشفيات والأطباء وخسر كل ما لديه واستدان ،الى أن قرر الأطباء بتر رجليه وتم بترهما في مستشفى الوالي ،وهذا هو قدر الله .. ولكن المحزن والمخزي ،هو غياب الدور الإنساني والأخلاقي لا دارة التربية في لحج ،التي ما كلفت نفسها حتى لزيارة للأستاذ ،أو للمساهمة والتبرع لهذا المعلم ولو باليسير عوناً له في تكاليف العلاج والعملية لهذا المعلم الذي ضحى بزهرة شبابه معلما للأجيال وأفنى سني عمرة لأداء رسالة العلم والتعليم وهاو اليوم ينسى ،ويترك وحيداً ليقاسي الآم المرض ،ومرارة الفقر وقلة ذات اليد ونراه يهمل من مسؤولي التربية سواء في لحج أو المضاربة وكذلك من قيادات ومسؤولي الصبيحة فلله ما أقسى هذا الزمن حين يعامل المعلم بهكذا معاملة ولو كان المريض أحد أولاد القيادات أو من أقربائهم لسفر إلى الخارج ولبادر الكثير في تقديم العون والمساعدة له وهرع الكثير لزيارته والتقاط الصور السلفي معه للتصدر على صفحات التواصل .. لكن للأسف أن المرقد في مشافي عدن ،ليس قيادياً ولاقريباً لقيادي ،ولكنه معلم الأجيال ،ومغذي العقول ،لا يملك غير مرتب ضئيل لا يكفي لسد جوع أطفاله.. ألا نجد آذانا صاغية وضمائر حية ..في ادارة تربية لحج ،فتبادر الى مساعدته والتخفيف عنه ،من الظروف الصعبة التي يعاني منها والضائقة المادية التي بتكبدها..فقد باع كل ما يملك من غال ونفيس ،واستدان الكثير ،حتى أصبح خالي اليدين . هذا هو حال المعلم في وطننا الحبيب ،حين جار عليه الزمن ،وتكالب عليه الاعداء ،ولو نظرنا الى وضع المعلم في كثير من الدول لاندهشنا من تلك الامتيازات التي يحصل عليها ..* نتعشم في ادارة تربية لحج ،وقبلها قيادة السلطة المحلية في لحج ،وفاعلي الخير تقديم يد العون والمساعدة لهذا المعلم الذي فقد رجليه ولازال يعاني من قلة ذات اليد وديونه الباهظة وتكاليف العملية والعلاجات ..والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه..*