عبد السلام فرحان خالد حيدر يعمل مدرساً في مدارس التحفيظ في شرعب السلام «عدن اتروس» . لديه تسعة اطفال كان مثالاً في قريته في فعل الخير ضمد جراح الكثير من اهل قريته من خلال مساعدتهم في توفير المستلزمات الطبية واجرى المجارحات لأهالي القرية وعلى نفقته الخاصة من مدخوله المتواضع . عبد السلام الذي أحب الجميع وأحبوه حالته اليوم تقشعر لها الابدان وتبكي لها العيون ، في عمر الاربعينات ، علم الكثير من الاجيال من خلال عمله في السلك التربوي واخيراً في مدارس تحفيظ القرآن الكريم ، نشأ على يديه العديد من الاجيال التي تحمل كل الود والاحترام لمعلمهم عبد السلام. لم يعرف عبد السلام بأنه سوف يأتي يوم يكون فيه طريح الفراش دون حركة وكأنه محنط الى زمن لا يعلم متى سيفك الله اسره من ايدي المرض الذي استأسره سريعا وأقعده في سرير سعته اقل من مترين لايتزحزح عنه. لم يعرف بأن جسمه سيكون يوماً باطلاً غير قادر على الحركة بسبب سقوطه من على الشجرة في ريفهم المتواضع ، هذا ما حصل معه قبل اربعة اشهر من الآن وحالته تسوء يوما بعد يوم حتى تكاد اسرته تفقد الامل بشفائه لقد أصيب الاخ عبد السلام بسبب سقوطه من فوق الشجرة بالعمود الفقري (الحبل الشوكي )وهذا ما أقعده وأعجزه سريعا ، أخذ على اثرها الى احدى مستشفيات المدينة وقرر له رقود وتم بعد ذلك اجراء عملية جراحية ولكن دون جدوى . كل ما خرج به عبدالسلام من المشفى هو مبلغ كبير من المال دين عليه تم تجميعه من فاعلي خير وصل المبلغ الى مليوني ريال وحالة عبد السلام ازدادت سوءاً بعد اجراء عملية جراحية قضت على ما تبقى من حالته . خرج عبد السلام من المشفى الى دكان وسط المدينة تبرع به فاعل خير لكي يكمل العلاج عسى ان يعود الى الحياة ويمشي على قدميه ويتغلب على السرير الذي اصر ان يظل عبد السلام ضيفا أبدياً الى ان يشاء الله . زوجة عبد السلام الحاجة رحمة لم يتبق لديها او لدى أسرتها شيء لم يقدموه لعلاج زوجها حتى وصل بها الحال حد الجفاف فهي تعول تسعة من الاطفال الى جانب زوجها الذي اعجزه المرض تماماً عن الحركة وعجزت اسرته عن البقاء مع العلاجات وتوفير المال للمستشفيات التي كادت ان تمتص دماءهم وتجفف اجسامهم مع غلاء الحقنات والادوية المقررة لعلاج عبدالسلام الى جانب مقابل زيارة الطبيب المعالج كل يوم والتي تصل تكاليفه باليوم الواحد خمسة آلاف ريال . ومع تشتت أسرة عبد السلام بين الريف والمدينة بعدما كانوا مستوري الحال في بيتهم اتى ما هو فوق الجميع لكي يكشف حالهم المستور، لم تستطع زوجة عبدالسلام الصمود امام اطفالها الذين يريدون مأوى ويريدون ما يحتاجونه من اساسيات الحياة وبين زوجها الذي يكاد ان يذهب سدى في لحظة كان في احسن حال وصحة . لم يعرف ماذا سيحمل له الزمن والقدر من جروح ومآس. الفقر هو من يعيق اسرة عبد السلام ويحيل بينه وبين علاجه والسفر الى صنعاء او الخارج للعلاج لتنفيذ ما نصح به بعض الاطباء بعدم تمكنهم من العلاج في تعز وبأن عليه السفر للبحث عن علاج وعن حياة . لذلك لم يستطع تنفيذ هذه الرغبة التي تبعث فيه الامل للعودة الى الحياة من جديد بعدما قد فقد ويئس من العودة اليها. فحياة عبدالسلام تحتاج مساعدة اهل الخير الذين يحبون مساعدة الاخرين ومساعدة اولاده التسعة بأن يرجع اليهم والدهم وان يكمل بقية عمره وسط ابنائه وفلذات اكباده وزوجته. أولاد عبد السلام الذين ينظرون الى ابيهم وهو عاجز فوق الفراش على سرير متحرك لم يستطع التبول او التبرز الا بعلاج ما زالوا صغار السن لم يستطيعوا مساعدة أبيهم والصغار منهم جداً لم يفهموا بأن أباهم قاعد على الفراش ولم يستطع الحركة. اولاده يحتاجون الى الرحمة والمسح على دموعهم المتناثرة على ابيهم العاجز عن تنفيذ ما يطلبون وعبد السلام بحاجة الى من يضمد جراحه ويلملم لحم جسمه الذي بدأ بالتناثرويتآكل جسمه ليبقى له العظم فقط . نسأل الله ان يشفي عبد السلام لأولاده الذين هم بحاجة ماسة الى ابيهم وان يمد يد العون له فاعلو الخير لمساعدته في البقاء .