من منزل فخم إنتقل إليه حديثاً في مدينة بون الالمانية ، وتحت دفء السخان ، كتب احمد عمر بن فريد تغريدة يستعرض فيها مؤهلاته في نظرية المؤامرة. قال بن فريد في تغريدته انه "تفحّص" بعين العقل حادثة إطلاق جنود الرصاص الحي على سائق حافلة في جولة البط بخورمكسر ووصل إلى نتيجة أن هؤلاء مستأجرون كي يقوموا بمثل هذا السلوك المشين لأغراض سياسية ، حسب تعبير بن فريد. لسوء حظ بن فريد أن مدينة عدن أصبحت خالية تماما من القوات الجنوبية التابعة للشرعية التي تم طردها في نفير سيء الذكر بن بريك ، ولتعاسة حظه فإن القوات الأمنية والعسكرية التي تحكم سيطرتها على عدن تنتمي للمجلس الذي يمثله بن فريد في اوروبا. لنعود الى " تفحص" بن فريد لذلك المشهد ، برر بن فريد نظريته عن كون الجنود مستأجرين بقوله : (لان إمكانية توقفه في مكان لا يعيق حركة المرور متاحة جداً ولكنه توقف متعمداً في وسط الشارع تنفيذاً لتعليمات متفق عليها لشيطنة سلوك قوات الامن)! . من يعيش في عدن سيدرك سذاجة وسخف هذا الطرح ، فبن فريد بالغ في أحلامه وتخيلاته الوردية عن واقع الأمن في عدن لدرجة أنه إعتقد أن هناك من يستأجر جنود لشيطنة الأمن ، ولو عاش إسبوعاً في عدن لأدرك ان الأمن يشيطن نفسه بنفسه ولا يحتاج أحداً ليشيطنه. لا يرى بن فريد وهو يتقلب في نعيم مدينة بون الألمانية ، لا يرى الأطقم الأمنية التابعة للكيان القروي الإنتقالي وهي تمر الشوارع شاخطة دون أدنى إعتبار لشخص مار أو سيارة تسير ، لا يرى رجال القرية وهم يوجهون سلاحهم صوب صدور الناس في النقاط بمجرد أن يدخل أحد معهم في مشادة. لم يسمع بن فريد بقضية مقتل الشاب دنبع ولا بحادثة إطلاق الرصاص على الشاب فدعق في المنصورة ، ولا بعشرات الحوادث التي تداولها الناس ولم توثقها للاسف كاميرات المراقبة. يجتهد احمد عمر بن فريد في تزيين الواقع القروي في عدن الذي لا يعلم عنه شيئاً ولا يعايشه ، لأنه يريد أن يمحو من ذاكرة إعتذاره المهين الذي قدمه لعفاش في العام 2009 ، يوم ان نادى على شفيع العبد وهو في قفص الإتهام في المحكمة ليطلب منه ان يوزع اعتذاره لعفاش في كل الصحف لعل "الرئيس صالح" يعفو عنه ، وشفيع العبد لا زال حيا يرزق وبالإمكان سؤاله عن صحة الواقعة من عدمها. الواقع في عدن لا يحتاج لشيطنة يا بن فريد ، فهو مشيطن بشكل طبيعي ، كما ان دفاعك عنه لا يزيد الناس الا سخرية منك واستخفافاً بك.