تمر بلادنا باوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة،نتيجة الحرب والفساد المالي والاداري الذي طال كل شيء.،فالعملة الوطنية تشهد انهيار غير مسبوق،الامر الذي انعكس سلبا على حياة المواطنين، جراء الارتفاع الجنوني للاسعار،يقابل ذلك توقيف معاشات الموضفين وبالذات العسكرين لاكثر من ستة اشهر..ما وضع المواطن بين فكي كماشتين، الغلاء من جهة وتوقيف الراتب من جهة أخرى.. ما حذى بمنتسبي الجيش والامن إلى الاعتصام أمام بوابة التحالف لاشهر، لعل الحكومة والتحالف يوجهون بصرف معاشاتهم الموقفة..ولولا دافع الوطنية والشعور بالمسؤولية التي يتحلون لكانوا اوقفوا كل مضاهر الحياة في عدن حتى تصرف معاشاتهم.
لو كانت الاطراف المتصارعة ومن خلفها التحالف،يستشعرون عظمة المسؤولية ومعاناة الناس،لما تركوا الشعب يصارع الموت جوعا،وهم ياكلون من ما لذ وطاب،ويسكنون ارقى الفنادق..
شهور مرت ولم تتمكن قياداتنا الرشيدة من تشكيل حكومة،فالخلاف على حقيبتين وزاريتين تسببت بتاجيل الحكومة لاشهر،قد يكون الانتقالي محقا في طلب استبعاد مرشحي الشرعية من تشكيلةالحكومة القادمة،ليس لسبب يتعلق بكفائتهما ولا بمؤهلاتهما ولا بسمعتهما،ولكن من باب الحرص على نجاح الحكومة الجديدة،فضلا عن تجنيب عدن موجة صراع جديدة.
فلماذا لا يتم استبعاد كل العناصر المعترض عليها سواءا كانوا شرعية أو انتقالي،بغرض تشكيل حكومة متجانسة و متماسكة مع تهيئة كل الضروف الملائمة لنجاحها..مع أنه لم يسبق لاحد وزراءنا أن اكتشف الذرة أو الطاقة النووية،او حقق انجازا علميا فريدا،حتى تتم المراهنة على بقائه.فجميع المرشحين تربية عفاش (سرق طرق.)
أن بقاء الأخ الرئيس هادي خارج الوطن وانفتاحه على طرف دون اخر،تسبب بسوء تقديره للواقع.ولو أنه انفتح على جميع الاطراف لكان الأمر مختلف، فلديه الكثير من الاوراق بامكانه أن يلعبها وسينال عليها الثواب دنيا واخرة..فبمجرد لقاءا وديا واحدا بقيادات الانتقالي،سيتمكن من حلحلة الكثير من الاشكاليات العالقة وسيزيل أسباب الاحتقان والتوتر بين الطرفين،وسيجعل من نفسه ابا و رئيسا للجميع.ما سيجعله محل احترام شعبه،وسيزيد من ثقله خارجيا. لكنه اظهر لهم تشبثه في السلطة وقلة انصاره،ما جعلهم يتمادون في الضغط عليه وتحجيمه.