إن أراد السيّد عبد الملك الحوثي أن يثبت لخصمه وللعالم أجمع أنه سيّد وأنه ابن رسول الله –لا سيما وهو يحتفل بعيد ميلاده– فعليه أن يتنازل بالخلافة لفاقد السيادة جلالة الرئيس المهجّر عبده ربه منصور هادي اقتداء بسيّدنا الحسن بن علي بن أبي طالب ، وقد تنازل في عام 41 هجرية عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان وحقن دماء المسلمين ، وبقي سيّدا دون رئاسة ، سيادته الحقيقية كمنت في حكمته وإنهاء الصراع الذي دب في ذلك العصر. عبد الملك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن :"إن ابني هذا سيّد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين" . وأنت كما تدعي ابن هذا الرسول ، فافعل فعل الحسن ، واصلح بيننا نحن اليمنيين المتصارعين على اللاشيء ، إلى متى سنظل نتحارب أيها السيّد ؟ فتك بنا الجوع ، ونفد القوت ، وقست القلوب ، امتلأت المقابر رجالا وكلا يدعي الشهادة ، غلت الأسعار ، وغاب عنا الريال كما غابت شرعية الوطن وزعيمها هادي ، أو كإختفائك أنت. يا عبد الملك ، في تعز صبايا لو نظرت إلى وجه إحداهن حين تبتسم ، ما قسوت هذه القسوة ، وما سمحت لأحد في الأرض بترويعهن براجماتك وقاذفاتك ، حين تقذف –مثلا– كلية الآداب والتي تعج بالصبايا. ماذا استفدت غير ما أشرت ؟ ألا تخجل - يا سيّد- من قذف مركز إنساني بحت كمركز السرطان ؟ أليس مثل هذه الأعمال تشين بك ؟ وأنت من ؟ ابن من أرسل رحمة للعالمين حسب زعمك. بالمقابل ماذا لو أن هادي فاق من سباته وقال : يكفي الوطن حرب ودماء ، بل يكفي مدينة تعز حصار وتآمر ، وأعلن تنازله بحكم اليمن للسيّد ، وذلك لعجزه ، ترى لو أصبح السيّد رئيسا توافقيا لأطراف الصراع ، هل سيعفو عن الخصوم ؟ ويحكم بالعدل ! أم أنه سينصب المشانق لكل من يقول ربي الله. وهل إذا اتفقنا أقصد عبد الملك وهادي ستتركنا دول العهر العربية (الإمارات والسعودية) أم سيقولون : حاسبونا.وهل يرتضي الإصلاحيون أن يعودوا إلى المدارس والمنابر ، ويتركوا الحكم لأهله -لا سيما- في تعز.