هناك الكثير يقع على المحك في المدينة العتيقة , المباني المغطاة بالجبس الأبيض على أشكال هندسية بالإضافة إلى ومضات الزجاج الملون , انه ذلكم المكان المثير والذي تم اختياره كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. الدبابات ومدافع الهاون, أصوات الطقطقة التي تسببها المدفعية في المدينة العتيقة صنعاء لا تهدد مستقبل اليمن فحسب بل يصل تهديد ذلك إلى ماضي اليمن الماضي المعماري الرائع من المنازل الترابية المزخرفة بذلك الشطل المعقد بالإضافة إلى أبراج الطوب النحيلة.
مدينة صنعاء القديمة بجدران قلاعها والأزقة المخفية تعد من ابرز المعالم في العالم العربي , تستقر بها الاحتجاجات السلمية ضد الرئيس صالح والتي تطورت بعد ذلك لتصل إلى معارك واشتباكات في الشوارع بين القبائل والقوات الحكومية إضافة إلى المتمردين من الجنود المنشقين حيث طالت المعارك للتعدي على المواقع التاريخية التي يصل عمرها إلى 2500 عام مضت والذي تم اختياره كأحد المواقع التراث العالمي في العام 1986 من قبل الأممالمتحدة.
إبراهيم والذي يملك محلا لبيع الهدايا التذكارية والتي لا تبعد هذه المحل عن موقع القصف حيث تضررت جراء هذا القصف في أكتوبر تشرين الأول يقول " انه لمن المؤسف جدا من ان نجد من في يده المسؤولية والسلطة ولا يلقي لذلك أي اهتمام لرعاية هذا الكنز الثمين.
" ويضيف " كل ما أخشاه من ان تستمر الهجمات على المدينة القديمة ولذي بدوره سيؤدي إلى خسارة الكثير من المعالم العربية والإسلامية ".
تسعة أشهر مضت والاضطرابات لاتزال على قدم وساق في بلد يتجه نحو حرب أهلية , بسبب مؤامرات الانفصاليين في الجنوب وقيام قادة القاعدة باغتيال المسئولين الأمنيين والسيطرة على المدن , وقد كان معظم القتال حتى الان في صنعاء العاصمة , هناك الجدران الترابية والمدينة الحجرية خارج المدينة لكن إطلاق النار وقذائف الهاون الطائش يظل يزحف صوب المدينة.
صنعاء هي المدينة التي تزخر بعبق التاريخ والذي ينبغي لكل اليمنيين ان يفخروا بذلك كل الفخر ويسعوا في حمايتها , كما يقول عبد الله زيد عيسى رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن ويقول " ان المدينة القديمة في صنعاء تعتبر مصدرا للدخل كموقع سياحي والذي يتحتم علينا حمايتها واستعادتها ومن الغريب جدا ان شخصا من الجانبين المتنازعين قد قام بالهجوم على احد الأجزاء لهذه المدينة التاريخية لايقتصر الهجوم على اليمن بل انه يتعدى العالم كله مونه موقع تاريخي.
تشمل المدينة العتيقة حوالي الف66000 من السكان حيث عانى أهل هذه المدينة الكثير من الاضطرابات الدينية وموجات الجفاف إضافة إلى الغزاة والحروب منذ آلاف السنين كما أنها قد احتلت مكانة بارزة في ظل العقيدة الإسلامية مابين القرن السابع والثامن .
مباني هذه المدينة من منازل ومآذن وأبراج عبارة عن طين يأتي من الأرض يتم حرقه وتزيينه بأشكال هندسية ملونة مضافة إليها الجبس الجس الأبيض والتي تعطي وميضا خاصا مع الزجاج الملون , ومن مكان بعيد تظهر للعيان سطوح المباني الضيقة مسطحة الشكل حيث تظهر وكأنها مدينة غاية في الصغر , كما يذكر ا ن اخر مرة تم فيها تجديد المدينة كانت في عهد الإمبراطورية العثمانية.
تصف المنظمة العلمية والتربوية للأمم المتحدة سحر المدينة القديمة حيث يمكن للشخص ان يقرا في ثنايا المدينة من خلال المباني الحقبة الزمنية التي عاشها سكان المدينة حيث يستطيع مشاهدة تلك المدينة وقد أخذت لون الجبال وامتزجت بناياتها بالأرض التي بنيت عليها ومن خلال هذه المدينة تنتشر السماء الفسيحة الأرجاء من بين البيوت المكتظة بالسكان ومباني الحمامات والخانات.
لكن وفي هذه الأيام وفي خضم توفر الأسلحة الحديثة والمكائد السياسية تكون هذه المدينة عرضة للخطر وذلك حينما رفض الرئيس صالح الحاكم للبلاد من 33 عاما التنحي وسط ضغوط دولية ومحلية مع تزايد الأعداء في الداخل.
سنوات من الفقر المدقع , مع تزايد العمارة الحديثة بالإضافة إلى فشل الحكومة في الرقابة أدى ذلك إلى إهمال مباني هذه المدينة التاريخية وتركها في حالة سيئة يرثى لها. من جيفري فليشمان لصحيفة لوس انجلوس تايمز ترجمة خاصة ل "عدن الغد" :قدمها عادل الحسني [email protected]