ألقى الشيخ يوسف بن فاضل حفظه الله محاضرة في مسجد جامع العطفة القديمة بوآدي سر حضرموت تحدث فيها عن خمسة أمور يرفع الله بها الإنسان ألا و هي الإخلاص و الإيمان و العلم و القرآن و الأخلاق . غير أنّه شدد على الأمر الخامس ألا و هو الأخلاق و أعطاه مساحة واسعة لما نعانيه من واقع مؤلم و أزمة أخلاق و مدى تأثيرها السلبي على مجتمعاتنا . حيث أكد أنّ الله يرفع العبد بأخلاقه درجة الصائم القائم و أنّ بعض الناس يصلي و يصوم و يزكي و لسوء أخلاقه يدخل النار مستدلاً بحديث رسول الله صل الله عليه وسلم حينما قال : أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع . فقال إنّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة و صيام و زكاة و يأتي قد شتم هذا و قذف هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته ، و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) . كما عزّز على أن تكون أخلاق المرء عالية مع الكل و ليس مع الناس فقط لغرض السمعة بينما أخلاقه سيئة إتجاه والديه و أهله و أقربائه حيث حذر من خطورة سوء المعاملة للوالدين موضحاً العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك . كما شدّد على أخلاق و معاملة الأب لإبنه بأستخدام أساليب و ألفاظ إيجابية و تحفيزية و مسؤولة بعيداً عن الألفاظ السيئة و المحبطة . كما تطرق إلى أخلاق و معاملة الزوج لزوجته و مدى تأثيرها على بناء كيان أسري متماسك مبني على الحقوق و الإحترام المتبادل بعيداً عن الضرب المبرح و السب و الشتم . في الأخير جزاء الله الشيخ خير الجزاء على تلك المواضيع القيمة التي نحن في أزمة حقيقية و واقع مؤلم تكتوي بها مجتمعاتنا . و شكر كبير و جزاء الله خير الجزاء القائمين على ملتقى البوادر الخيري بالجوادة وآدي سر حضرموت على تنظيمهم و ترتيبهم لمثل تلك المحاضرات و كذا لمن استضاف و بارك له في أولاده و ماله و في ميزان حسناته . و دمتم في رعاية الله