يبدو ان التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بعد مرور سنوات من عمر الحرب لازال كالذي يتخبطه المس ، و بات غارق في مستنقع من الوحل ، و لم يعد يقوى على الخروج منه او حتى يجد من يساعده على خروج آمن يحفظ ماء وجهه.. جاء التحالف لينقذ الشعب اليمني للقضاء على المليشيات الإنقلابية في صنعاء لكي لا تهيمن عليه و يعيد له شرعيته و دولته ، و حتى لا تنفلت الأمور و تسقط الدولة و مؤسساتها ، و تدخل البلاد في أتون الفوضى التي سيعود ضررها على المواطن البسيط ( الغلبان) و المغلوب على أمره ، لذلك قامت عاصفة الحزم لتحزم الأمور و تعيدها إلى نصابها ، الا انه بدلاً من القضاء على المليشيات الوحيدة في صنعاء باتت لدينا الآن عدة مليشيات أخرى و التحالف هو من أسسها و جيشها و خلط الأمور حابلها بنابلها..
ثم ان التحالف بعد ذلك أعلن عن عاصفة أخرى لصالح اليمن هي عاصفة إعادة الأمل المعنية بإعادة الإعمار و دعم التنمية و مساعدة الشعب ، ومنذ إعلانها لم يرى الشعب منها سوى ( كراتين ) التمر ، وحتى التمر ذاته لا يصل إلى مستحقيه ، و لم ينتج عن عاصفة الأمل الا بروز حفنة من التجار و القادة العسكريين الذين ازدادوا ثراءاً و ازداد المواطن في المقابل فقرٍ..
دخل التحالف الحرب و رغم إنها حرب الا ان هناك تجار أزدهرت تجارتهم على عكس الكساد التي تشهده الحروب.. دخل التحالف الحرب و شخص كالكريمي يملك محلات صرافة و اليوم بات يملك بنكاً.. دخل التحالف اليمن و لدينا ( هامور) واحد او أثنين يسطون على النفط و الأراضي و اليوم لدينا ( هوامير).. دخل التحالف الحرب و لدينا قادات لا يملكون الا بندقية واحدة و ( محفظة ) خالية حتى من الفلسات و اليوم لديهم معسكرات و إسلحة و أموال و عقارات..
دخل التحالف اليمن و سعر ريالنا لا يتجاوز ال80 ريالا مقابل ريالهم.. دخل التحالف اليمن و سعر ال 50 كجم الأرز ب 20 الف و اليوم ب50 الف.. دخل التحالف اليمن و سعر دبة الوقود ب3 آلاف و اليوم ب8 آلاف ريالا.. دخل التحالف اليمن و كل مواطن يستعمل براد ( ثلاجة) في منزله و اليوم لم يعد كذلك بعد غياب الكهرباء.. دخل التحالف اليمن و رواتب الناس يستلمونها بإنتظام نهاية كل شهر و اليوم لشهور عدة و الناس بلا رواتب.. دخل التحالف اليمن فزادت الفرقة في المجتمع و زادت الظواهر المسيئة و المضرة بالمجتمع كالسرقة و القتل بفضل تعاطي المخدرات و إنتشارها في المجتمع و ما حصل مؤخرا من عملية القبض على باخرة تحمل مواد إستهلاكية تخفي بينها أطنان من المخدرات الا دليلاً على ان التحالف يساهم بقصد في إغراق الشعب في وحل و مستنقع يصعب الخروج منه ، بعتباره المسؤول الأول و الأخير عن دخول اي مواد او خروجها من اليمن..
على التحالف يعيد صيغة خياراته و نواياه ، و ان يعيد دراسة خططه و وسائله و أهدافه تجاه اليمن.. اما ان يكون تحالف شراكة و عون وبالتالي فهناك طرق متبعة لتحقيق ذلك و اما ان يكون إحتلالاً مؤقتاً مشرعاً أممياً كما يراه البعض و بالتالي فعليه واجب المحتل تجاه الشعب ، و اما ان يكون إحتلالاً غازياً كما يراه الكثيرين اليوم نتيجة ما يحصل على الأرض اليوم من أفعاله ، و بالتالي فمن حق الشعب ان يناضل لطرده و إستعادة حريته..