قبل سنوات كنت مع أخ من أعز أصحابي جلوس نتحدث وفجأة دون ميعاد فتحنا جهاز كمبيوتر أمامنا على حفل تلقي فيه فتاة صغيرة خطاباً موجهاً لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم كله مشاعر وامتنان وحب، وتلقائيا صمتنا وارخينا أسماعنا للخطاب كأن هناك مغناطيس يجذبنا وفجأة إذا بصاحبي ينفجر باكياً بحرقة !! مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرتبط بحبه وإجلاله في القلوب امتناناً للرسالة التي حملها إلينا وكونه سبب ومنقذ لنا من حياة الضلال والجهالة إلى نور الإسلام والهداية ..
مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو عنوان اعتناقنا لأشرف طريق وأقوم نهج قواعده لاظلم ولا بغي ولا تعالي، ومبادئه العدل والمساواة والحرية، وشعاره العظيم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ..
الحرقة الداخلية لحب النبي صلى الله عليه وسلم والتي انعكست على صاحبي ولم يستطع كبح نشيجه ودموعه هي نتاج لحسن التطبيق في اتباع النهج النبوي فلا اعرف صاحبي الا ممن يتحرى في ماله الحلال، وفي تعامله مع الناس لايتعامل الا بالإحسان، وفي أخلاقه لاتسمع الا الطيب من القول والفعل، وفي سلوكه الابتعاد عن العدوان والبغي. ولهذه الصفات المحمدية التي يتحلى بها هذا الأخ أحببته ووضعته بموضع كبير في قلبي فكيف نحن مع الأصل والمنبع لهذه الأخلاق والمكارم عليه أفضل الصلاة والسلام ..
مهما ادعى المدعون حب النبي صلى الله عليه وسلم وتلبس المتلبسون بذلك فلن يجتمع حبه عليه أفضل صلاة وازكى تسليم مع البغي ونهب أموال الناس وسفك دمائهم والاعتداء على أعراضهم ..
أهنئ نفسي والأمة الإسلامية بهذه المناسبة وأسأل الله أن يوفق الأمة لاقتفاء نهج نبينا وقدوتنا ومعلمنا الأول صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا..