من على شواطئ مدينة عدن الجميلة، ومن على كورنيش الحمراء، ومن أمام جزيرة العمال، وعلى مقربة من فندق عدن، وفي ليلةٍ وضاءةٍ قمراء، وفي ليلة ليست ككل الليالي جلس كوكبة من أساتذة جامعتي عدن، وأبين تحت ضوء القمر، جلسوا يتجاذبون أطراف الحديث، وتحكي ألسنتهم عن الذكريات الجميلة التي كانت أيام تدريسهم في كلية التربية لودر التي جمعتهم في يوم من الأيام، وهاهي ذكرياتها تجمعهم في تقليد سنوي رائع. في ليلة من ليالي أكتوبر اجتمعت كوكبة من الأساتذة من جامعتي عدن وأبين، جلسوا ليتحدثوا وليعيدوا ذكريات الزمن الجميل الجميل عندما كانت تحتضنهم كلية التربية لودر، فيا لها من أيام جميلة، ورائعة، فلقد كانت كليتهم تلك نقطة الانطلاقة لهذه الكوكبة التي تتبوأ اليوم مناصب قيادية في الجامعتين. حضر الدكتور محمد البدري بشخصيته الجذابة، وبكاريزما الكبار، وبجانبه اصطف الأساتذة الدكتور نبيل مهيم صاحب الابتسامة الرائعة، وصاحب الدعوة للاجتماع، والدكتور جمال قشاش بهدوئه الذي تكسوه الحكمة، والدكتور محمد عبدربه صاحب الكلام المرصوص، والدكتور منصور الوليدي سيبويه اللغة العربية، والدكتور أحمد الجونة الشخصية الجذابة والرائعة كروعة مدينة عدن، والدكتور لطفي قيس الشباب المتجدد، والدكتور رضوان عقيل صاحب الضحكة العذبة، وأبو الشهيد أبو علي الصمدي، حضرت هذه الكوكبة لتزين عدن كما تزين النجوم السماء. تمنى الجميع أن يكون هذا الاجتماع تقليداً سنوياً، وهو بالفعل كذلك فقد جلسنا في هذا المكان في رمضان قبل الماضي، ولم نتمكن من الجلوس في رمضان الماضي بسبب جائحة كورونا، وتم تعويض ذلك الجلوس بجلسة رائعة ليلة البارحة، فما أجملها من جلسة، وما أروع الذين حضروا فيها، وما أجمل المكان، خاصة عندما يكون في ثغر اليمن الباسم، ومع تلك الوجوه المبتسمة. حان الرحيل فتبادل الجميع التحية ثم غادروا المكان يحدوهم أمل اللقاء في جلسة قادمة، بمشيئة الله تعالى. لظروف خاصة بهم، أو لعدم معرفتهم بالموعد، غاب عن الجلسة الدكتور ربيع، والدكتور مهدي باحسن، والدكتور أحمد مرعي، والدكتور عارف ناسي، والدكتور خالد الوحيش، والدكتور مختار القشبري الذين شاركونا في الجلسة الماضية، وتمنى الجميع أن تشمل الجلسة القادمة كل الأعضاء. ونختم ببيت شعري للشاعرة نجاة الماجد، وكأنه يحكي عن ليلتنا القمراء تلك، وهو البيت القائل: وعلى ضفاف الحب طاب لقاؤنا * في ليلة وضاءة قمراء.