ندين الحادث الإجرامي الذي أودى بحياة أحد المدرسين الفرنسيين ونعتقد أن هذا لايمثل الاسلام وتعاليمه التي تدعو إلى مناقشة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة فقد كانت الأجواء الغاضبة في أعقاب تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون ضد الإسلام واصرار بعض قوى اليمين في فرنسا على تعليق الرسوم المسيئة على واجهة المباني الشاهقة هذا الغضب دليل صحي على أن الشعوب العربية والإسلامية لازالت حية تنبض بحب دينها وهويتها الخاصة التي تتعرض لهجوم شرس بين الفينة والأخرى الانتفاضة الشعبية التي خرجت منددة بهذه التصريحات والهجوم الشرس ضد ديننا ونبينا إشارة مهمة تحمل في طياتها أن بإمكانه أن يتجه نحو الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية التي تهرول نحو الانبطاح والتطبيع وقد تمثل فرصة للإطاحة بها خاصة في ظل غياب أي تنديد رسمي وجاد من تلك الأنظمة العميلة التي وجدنا بين ليلة وضحاها أنها لازالت تتحكم في حياتنا وتخوض حروب بالوكالة ضد الشعوب والقيم والتقاليد والموروث العريق بهدف طمس هوية الاسلام وتعاليمه كالعدل والحرية والمساواة والرحمة استثمار الأحزاب التابعة للإسلام السياسي للحادث ومحاولة عودتها إلى صدارة المشهد يشبه الاستثمار الرخيص للمعارضة الفرنسية ومهاجمتها للرئيس ماكرون ينحصر كليهما في باب حسبة الربح والخسارة السياسية أما الغضب الشعبي العفوي الذي يترافق مع ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صادر من مشاعر حقيقية سامية غاضبة لهذه الجريمة وفي نفس الوقت يمكن البناء عليها لتحقيق تغيير في العالم الإسلامي بعيدا عن الأنظمة العميلة التي تستخدم المليشيات والتدخلات الأجنبية والأرتزاق والوصاية سبيلا لها لكي تبقى الأمة مرتهنة في قبضة الغرب العنصري المتعصب كلما اشتد الهجوم على الأمة العربية والإسلامية والاسلام النقي النظيف المعتدل فإن هذا يمهد لازدياد نفوذه وقوته وبقاءه في المشهد دينا عالميا ومخلصا للبشرية كل القيم السائدة التي تفرض عبرها حكومات الارتزاق سيطرتها زائلة لأنها تمثل الظلم والكراهية والقسوة والتعذيب والقتل فماهي مهمة الحرب في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وغيرها سوى زيادة القهر والتقسيم واحكام السيطرة على الشعوب والثروات فاين المنقذ والمخرج سوى العودة إلى تعاليم السماحة والرحمة وطي صفحة الظلم والقهر والعنصرية والتمييز في هذا العالم فرنسا التي قتلت مليون جزائري وعلقت جثة سليمان الحلبي وقتلت يوسف العظمة واجتاحت المشرق اكثر من مرة منذ عهد الحروب الصليبية الى غزوة نابليون وأوروبا وامريكا القبيحة التي قتلت الملايين في الحرب العالمية الأولى والثانية غير مؤهلة لقيادة العالم ولسنا ملزمين بالسمع والطاعة لهما ..فلتهب رياح الحرية بتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم ولتسقط قيم الظلم والقهر الى الابد