التميز هو عنوان لمشوار هذا الفارس الذي لم يترجل بعد والذي مابرح حتى اليوم يزرع فنا راقيا وبة وطوال سنينا عديدة حجز لنفسة مكانا عاليا في القمة التي ارتقى إليها ومعه عدد قليل من الذين في فنهم اسمعوا من بة صمم . هو آلاتي من عدنالمدينة التي لا تنام و تغتسل صباح كل يوم بمياه شواطئ بحر صيرة القلعة الشامخة ورمز مدينة البركان التي كانت عصية على كل المستعمرين والغزاة الذين جاوا إليها في غفلة من الزمن إلا أن جوابها كان قاسيا وفية تم كتابة صفحات كثيرة من التضحيات والبطولات في سجل تاريخ ونضال امتنا . في منتصف الأربعينات كانت ولادته ونشاتة بين أسرة بسيطة تجرع معها الكثير من المرارة التي كانت لة المصل الذي حماة وكان حصنة من تقلبات الأيام ونكسات السنين اللاحقات التي توالت علية بلا رحمة وكان راضيا بما قسم الخالق لة من رزق ومال وزرعت فية تلك الخوالي كل معاني الصبر والتحمل إلى ما شاء الله. هو احد الشموع المضيئة في تاريخ المسرح اليمني ومن أشهر أعلامها التي ظلت معادلة يصعب حلها ورقم لايقبل القسمة على اثنين بموهبته التي أحرقت نفسها ببطء وصبر شديدين على مدى مشوار طويل لتضئ الدرب وتفسح الطريق والأجواء الواسعة للنوارس التي ظلت تحلق سنينا طويلة وكان لة فضل على الكثيرين منها وأصبح دليلها الذي اعتمدت علية ووثقت فية أثناء تحليقها لأنة وفي لحظات حرجة أعانها على الوصول وبأمان إلى شواطئ بحيراتها المتناثرة على طول الطريق . اختط لنفسة التمثيل والمسرح طريقا وعشقا لامتناهي وتحمل الكثير من النوائب التي لازمتة واجتهد للحصول على القليل من الأمل الذي أوصلة إلى خط النهاية و كان لة السبق و دورا لا يغفل مع قلة من الذين سلكوا نفس الطريق في تثبيت وتدعيم ركائز هذا الفن الجميل والعريق في بلادنا والذي سخر لة كل جهده وصحته وشبابه الذي افناة في تقديم الكثير من الأعمال الفنية الرائعة التي ظلت أسيرة معنا ممثلا ومؤلفا ومخرجا ,عرف كيف يمتلك ويطوع أدوات فنة ويحكم سيطرتة عليها بحنكة المتمرس الخبير وبجمالية لأتخفى على عين . على مدى أربعون سنة شمسية ونيف عاصر جهابذة المسرح وقدم معهم أعمال خالدة ولازالت على الخشبة وفي الإذاعة والتلفزيون وشارك في كل المهرجانات الفنية في الداخل والخارج وكان يشار لة بالبنان في لحظات كثيرة من قبل الذين احسوابمشاعر الإعجاب بفن هذا المبدع الذي استخدم و رسم أجمل الألوان على لوحة ورسالة المسرح التي كانت دوما هدفا ساميا لكل النوارس التي رحل البعض منها و بقي هناك من ينتظر منها تواصل ذلك الحلم و تحاول سطر تاريخا مشرفا لاينسى تستحق علية تكريم وطنها ووفائه . شارك مع آخرين في تأسيس فرقا مسرحية كبيرة ورائدة خلفت ورائها سجلا ناصعا و حافلا من التألق وساعد الشباب على تخطي الحواجز العالية في هذا الفن الراقي وفية علمها الوصايا العشر التي ضمنت لها وبفلكها الضعيف اجتياز اليم العميق في رحلة اللاعودة والاختيار القاسي لمواجهة التيار الجارف لتستطيع خوض ذلك في كل حين. استطاع تقديم الادوارالفنية الصعبة والمعقدة التي تطلبت خبرة عالية خاصة بعد اكتسابه للتأهيل الخارجي في فن الإخراج وفك طلاسمه المتشابكة كنسيج العنكبوت كما أسهم في تأسيس اتحاد الفنانين وجمعهم في أطار واحد. كان نتاجه وفيرا ومتميز العطاء في فنه وأصبحت عصاتة التي ترافق ثنايا اصابعة هي العلامة المتلازمة له كالظل الذي سبق صاحبة و خلة الوفي وقرينة الذي لايفا رقة في كل طريق . وحتى اللحظة مازال هذا الفارس يصول ويجول كرا وفرا يأبى الترجل ويهوى النزال في بطحاء المسرح الذي تاه فيها الكثير من الذين لم يفقهوا أبجديتها التي استعصت على كل من اختار الطريق القصير. حكاية النورس اليماني الذي أمتعنا كل تلك السنين وصلت إلى مفترق الطريق الذي فيه توجه كل منا إلى دربة الذي اختار وحتى حكاية أخرى أقدم البطاقة التعريفية والأعمال الفنية لهذا الرائع الذي كان ومازال قدوة يحتذي بها وأثرا يجب اقتفائه .... ولو بعد حين.