هو احد أبناء المدينة الطيبة مدينة البحر والشواطئ الجميلة البريقة بحيرة النوارس التي تنام وتصحو وديعة هادئة بين فكي جبل إحسان وجبل المز لقم ومنبسطة مع مصافي تكرير النفط ويختلط نسيم هوائها العليل بروائح البترول ويود بحرها الأزرق التي تتكسر امواجه على صخورها الصلبة المتراكمة والمتناثرة على جوانب كل شاطئ وعلى مدى سنينا طويلة تخرج من مدارسها رتل كبير من أعلام الفن والرياضة والاقتصاد وغيرها من العلوم الأخرى.
ولد ضرار وترعرع في في قسم بي كلاس شارع ابن العاص داهية العرب واحد صناديدها وتنقل في طفولته حافي القدمين بين جبالها وشواطئها ولازالت الذكرى تطارد طيفه المتشرد الذي يختزنها حتى الساعة ويحفظها لتوالي الأيام التي أثقلت كاهله. عرفناه وزملائي جميعا في مختلف المراحل الدراسية وأثناء إقامة الاحتفالات الوطنية على خشبة المسرح المدرسي نجما لامعا كوميديا بالفطرة نظرا لما وهبة الخالق من مواصفات الفكاهة التي سكنت روحة الطيبة ,حيث امتاز بخفة الدم والظل وحلاوة الروح وصفاء السجية التي لا يعرف فيها للتعالي والغرور طريقا إلى قلبه الأبيض أوفي تعامله مع الآخرين , وساعدته كثيرا سهولة الحياة في تلك الفترة التي عشنا فيها روح الزمن الجميل والخالية من المطالب الكثيرة معاصرا لكوكبة كبيرة من فطاحله المسرح الذي كان حلم يقظته وبوصلة طريقة الذي سلكه بروح راضية رافضا كل إغراء قدم له تحت أي ظروف أخرى.
تدرجت خطواته ببطء وثقة منذ البداية في المسرح المدرسي و بأقتدار بشهادة كل من واكبه الرحلة من النوارس التي احبته عن طيب خاطر لصفات البساطة والشفافية الني تمتع بها وتنهل من خبرة جهابذة وصفوة فرقة المصافي الكوميدية وكان احد أعضاء فرقة المسرح الوطني في عصره الذهبي إلى جانب زملائه الآخرين والذين ظلوا ولفترة طويلة يقدمون الفن المسرحي الراقي وأمتعوا النظارة وادخلوا السعادة إلى قلوبهم وما زالت تلك الأيام وعوالقها تسكن وتومض في الذاكرة التي لم ترهقها أتعاب السفر اليومي مع كل النوائب التي تلازمت واصطفت في الطريق لتزيد المعاناة والآلام التي لم تنل منة ومن كثير من المبدعين الذين اختاروا نفس الطريق.
له محطات كثيرة في عالم التمثيل والإخراج حيث قدم الكثير من الأعمال المسرحية والفنية في الإذاعة والتلفزيون وخشبة المسرح وشارك في المهرجانات الفنية على مدى ربع قرن من الزمان وارتقى إلى مصاف الكبار في هذا الفن العظيم .
أ فل نجم صديقي هذا بعد سنين طويلة من النزال والتألق والإبداع على الخشبة التي ظل فيها يقدم عصارة الخبرة والدراسة الأكاديمية إلا أن توقف عن ذلك لأسباب كثيرة ومنها قلة الأعمال المشاركة وصعوبة الحياة وضيق ذات اليد لكنة عاد إلى الخشبة أكثر قوة بعد التوقف والمعاناة وعادت إلية روح الثقة التي لازمته في الزمن الجميل .
كثيرا ما التقية وارتاح عند جلوسي معه في أي لحظة فراغ تجمعنا لنتذكر الأيام الخوالي ولفت نظري بذاكرته القوية وغزارة المعلومات التي يختزنها في مجالات عديدة لاطلاعه ومتابعته المستمرة لكل جديد .
لم تهن عزيمة صديقي المبدع هذا ولم تهتز برغم أفول نجمة فترة من الزمن بل على العكس رأيت فيه كبرياء دون كيشوت الذي اجبره سيرفانتس على خوض نزال غير عادل مع طواحين الهواء وثقل الدروع الحديدية التي اكتست جسده النحيل بالرغم من الحقيقة التي تلتف حوله وتطوقه من كل اتجاه ومازال حتى اللحظة يأبى السقوط تحت كل تلك الضغوط ويظل واقفا كالشجرة التي هجرت أغصانها الأوراق الخضراء في فصل الخريف .
أتمنى أن تعود إلى صديقي ضرار بعض من لحظات المجد التي عاشها في فترة من حياته و أراه مرة أخرى على الخشبة التي أحبها عن باقي كل الأشياء أو في الإذاعة والتلفزيون لتعود إلية تلك الحيوية والإبهار الذي عودنا علية وأن يحلق النورس مرة أخرى في سماء الفن الذي قدم له كل مايملك من اجل زرع البسمة والسعادة على وجوه محبيه و لتعاودنا روح الفكاهة التي ظلت تعيش معه حتى الساعة والتي افتقدناها بسبب قساوة الحياة في زمننا الصعب هذا والذي نتمنى أن يكون أفضل .
البطاقة التعريفية ضرار حمود راوح مواليد عدن 1958 ممثل ومخرج مسرحي ماجستير في الدراما من المعهد العالي للفنون والمسرح في جمهورية روسياالبيضاء 1986 الأعمال الفنية: ( المسرحيات) مصير صرصار/ عام1973 / تأليف توفيق الحكيم/ إخراج احمد مدي المسئولية / عام1974 الوجه المشطور / 1975 / تأليف وإخراج علي صالح مسيبلي عائلة في خطر /1976/ تأليف محمد الشميري / إخراج علي مسيبلي (فرقة المصافي الكوميدية ) أرى الشمس / 1985/ تمثيل وإخراج ضرار راوح (فرقة أكتوبر للمسرح) زواج بولوجينا / 1985 /أطروحة تخرج/ إخراج نرجس عباد عرف كيف يموت/ 1986/ تأليف توفيق الحكيم وإخراج ضرار راوح يلعب على الحبلين/ رسول شؤم / إعداد محمد حسين / إخراج منصور اغبري عام 2007 فيتامين واو / تأيف محمد حسين/ اخراج قاسم عمر خاص وعام / تأليف محمد حسين / اخراج منصور اغبري ورقة اليانصيب لأحمد محفوظ عمر واخراجه أريد أن اقتل لتوفيق الحكيم واخراجه
المهرجانات الفنية في البداية كان الطوفان / 1988/ تأليف فيصل الصوفي إخراج جميل محفوظ العاشق والسنبلة / 1988/ مهرجان دمشق الحادي عشر / تأليف فيصل الصوفي / إخراج علي يافعي طاهش الحوبان / 1990 / مهرجان بغداد الثاني / تأليف احمد عبدالله سعد / إخراج منصور اغبري اليراع / مهرجان باكثير / مخرج مساعد /تأليف فيصل الصوفي / إخراج قاسم عمر حروب على الهواء / تأليف احمد عبدالله سعد / إخراج منصور اغبري - المسلسلات والسهرات في الاذاعة والتلفزيون مشارك في أكثر من مسلسل إذاعي مشارك في سهرات ومسلسلات تلفزيونية عديدة