في حال استكمل الحوثي سيطرته على الشمال بالكامل فسوف يعقب ذلك الإعتراف الدولي بشرعيته قريباً كونه يمتلك شعبية ونفوذ ونجاح على الأراضي الشمالية. ستنبثق دولة الحوثي وسيرسم معالم دولته بمجرد استكمال بسطه على ما تبقى من مأرب وتعز والبيضاء، ولا مناص أمام السعودية إلا بوقف الحرب والدخول بحل سياسي عبر وساطة دولية. أما الوضع في الجنوب فلا يزال شائكاً ومعقداً للغاية، ولن تصل الأطراف التي تتحاور تحت ظلال البنادق في الرياض إلى أي حلول، ستفشل كل الحوارات والمفاوضات وستكون الحرب هي الوسيلة واللغة التي يتفاهمون بها. سيبدأ الصراع الحقيقي في الجنوب بين ما يسمى بالشرعية والإنتقالي ، ستكون حرب شرسة وقودها الناس والحجارة على الأراضي الجنوبية بين الشرعية متمثلة بالإخوان المسلمين وبتدفق أموال قطرية ودعم لوجستي تركي، ومن طرف آخر سيكون الإنتقالي بدعم إماراتي سعودي، وهذا ما سيجبر السعودية والإمارات على مواجهة خصم آخر في الجنوب. ربما ستكون حرب طويلة الأمد تنهك الجنوب أرضاً وإنسانا، ولا يوجد بصيص أمل بأن الإنتقالي سيحسم الأمر عسكرياً لاسيما في ظل هشاشة الوضع الداخلي والخلافات التي تسبب بها بعض الجنوبيين فيما بينهم. ستكون انشقاقات وتخاذل وخلافات بين الجنوبيين أنفسهم وهذا ما سينهكهم ويصاب الكثير بالإحباط واليأس كما أن الشرعية أيضاً ستواجه نفس المشاكل وربما أسوأ ولا نعلم من سيكسب الرهان في نهاية المطاف. لكن وبكل تأكيد يعتبر جناح الشرعية خصم شرس جداً في معارك الجنوب وعدو جبان في معارك الشمال، كما أن الشرعية لا تريد أن تقاتل بجدية شمالاً إلا بعد أن تضمن الجنوب وتحكم قبضتها الحديدية عليه أولاً،، ثم أن صنعاء تعتبر فتاة جميلة بنظر الشرعية والإخوان وكل القوى والأحزاب المتصارعة شمالاً..، لا أحد منهم يريد أن تمس صنعاء بسوء أو يخدش جمالها بمخالب الصراع ونيران الحروب مطلقاً. كل حجر في صنعاء تعد كالحجر الأسود في بطن الكعبة بالنسبة لجماعة الإخوان والمؤتمر والشرعية والشماليين عموماً، لذا هم حريصون جداً على أن لا تدمر صنعاء ومستعدون أن يقدموا كل التنازلات حفاظاً عليها وعلى سلامة كل حجر فيها. بينما عدن تعتبر فأر للتجارب ومجهزين أنفسهم لدخوها بالحديد والنار وعلى ظهر دبابة، ولا يهم بالنسبة لهم حتى وإن سحقت عدن بمن فيها، وهذا ما حصل في الحروب السابقة، حيث كانت الحروب تدار رحاها في عدن، وعدن بكل الحروب والصراعات السابقة هي من كانت تدفع ثمن فاتورة الحرب والدمار والدماء!