حينما كان الحراك الجنوبي في بداية وهجه وعنفوانه قاد دفة الثورة فيه الشرفاء الأحرار ممن يبحثون عن وطن وينشدون دولة ويسعون لرفع الظلم الذي وقع بالجميع.. قاد هؤلاء الأبطال الحراك الجنوبي الثوري دون مقابل أو فتات أو إملاءات من أحد أو تبعية لأي جهة أو دولة أو ريالات،بل كان ذلك نابعاً من إيمانهم المطلق بثورتهم ودولتهم والظلم الذي وقع عليهم.. فكان الكل يرتعد منهم ويرتعب ويخاف من هذا الحراك السلمي الصادق وفعلاً نجح نجاحاً باهرا وكبيراً وأستطاع أن يملك الأفئدة والقلوب ويكسب تأييد الشعب في الجنوب من أقصاه إلى أقصاه وحتى بعض الأطراف السياسية في الشمال التي تعي مطالب هذا الحراك الصادق.. أما لو تحدثنا اليوم عن واقع من يدعون تمثيل القضية الجنوبية والسجالات السياسية التي تعصف بالبلد لوجدنا بينها وبين الأمس (بوناً) شاسعاً وفرقاً كالفرق بين الثرى والثريا،فأبطال الأمس وثواره غير هوامير اليوم وعتاولة الفساد الذين يدّعون عبثاً وكذباً أحقيتهم في السير بدفة الجنوب إلى بر الأمان بينما الجنوب غارقاً في فوضى النهب والسلب والبسط الممنهج.. ولوجدنا أن معظم من يدعون وصلاً بالجنوب إما نافذون أو متسلطون أو ناهبون أو تابعون لأجندة خارجية أو محلية عابثة خلخلة الصف الجنوبي ودمرت نسيجة الإجتماعي وأدخلته في أتون الحرب الباردة التي تقضي على معالم الدولة الجنوبية التي كان ينشدها الشرفاء ويقودون سفينتها وباتت بين عشية وضحاها في أيدي العابثين الذين باتت المناصب والريالات الهزيلة كل همهم.. حُلم الأمس وأد وبات في خبر كان والسبب بلا منازع أن البعض (ثائرون مع مرتبة الكذب) أتخذوا من القضية الجنوبية سُلمٌ صعدوا من خلاله لأهدافهم وغاياتهم ومآربهم،بل أن البعض أستغل موقعه ومكانته في أركان وكيانات تلك الكيانات التي تدعي الوصاية على الوطن الجنوبي وهي في الأصل لاتبحث عن الوطن أو حلم الشعب.. لمثل هؤلاء وأمثالهم لا وصاية لكائن على الأرض الجنوبية،ولا وصاية لكيان بعينه على حُلم الشعب، فمن لايملك قراره ونفسه وشخصيته وتبع أجنده خارجية لن يكون ذات يوماً صاحب قضية أو مبدأ او هدف.. رُفعت الجلسة..