يروى أن أميرا فرنسيا عاد يوماً إلى قصره والقلق بادٍ عليه. فسألته زوجه: مابك؟ قال: أخبرني الماركيز (العراف الذي اشتهر بالسحر) أنك تخونيني مع أحد أصدقائي فصفعته على وجهه. سألته الزوجة: أفهم من هذا أنك لم تصدقه فيما قال؟ قال الأمير: بالتأكيد! هنا تنفست الزوجة الصعداء. لكنه عاد وواصل حديثه: لكني قلق فقط لأنه رمى علي سحره فقال: إن كان كلامي صحيحا فستستيقظ غدا وقد تحولت إلى قطة. وفي صباح اليوم التالي حدث مالم بكن في الحسبان. لقد صحت الزوجة ووجدت بجانبها على السرير قطة. ارتعبت وسقطت من السرير، ثم تمالكت نفسها وركعت أمام القطة تطلب منها الصفح والغفران. عندها خرج زوجها من وراء الستارة شاهرا سيفه، والشرر يتطاير من عينيه. انتهت القصة! لكنها في الحقيقة لم تنته بعد. يتحدث الإعلام والصحافة والمحللون والسياسيون والنقاد والخبراء ليل نهار، ويؤكدون فوز جون بايدن بمقعد الرئاسة الأمريكية، ويتندرون بالرئيس ترامب ومحاميه حين يغردون على تويتر، ويظهرون على الملاء ويعلنون أن نتائج الانتخاب حصل فيها تزوير، وأن المؤكد هو فوز ترامب بالرئاسة، ويقدمون على ذلك الطعون والأدلة التي ترفضها المحاكم والمقاطعات. والكل يحلل ويثبت بالحسابات النظرية للأصوات بأن قلب النتائج مستحيل، وحتى إن تغيرت في بعض المقاطعات فإن بادين يظل هو الفائز، وما على ترامب وفريقه في الحزب الجمهوري إلا التسليم والاعتراف بالهزيمة. - ياترى هل ترامب ومحاموه عباقرة، أم أنهم سذج إلى هذه الدرجة التي تثير السخرية، كما ظهر ذلك في سلوك عبدالرحيم فقراء رئيس مكتب الجزيرة في واشنطن، أم أن الأمر غير ذلك؟! - وياترى هل مايقدمه محامو ترامب في طعونهم كأدلة على تزييف الانتخابات أدلة حقيقية وواقعية، أم مجرد قطط على سرير الانتخابات الأميركية.. أم ماذا؟! دعونا ننتظر لنكتشف معا خيانة الزوجة (لجنة الانتخابات) للرئيس ترامب، وخروج الرئيس من خلف الستار متوشحا سيف الانتصار، أو نكتشف أن العراف قد ضحك على ترامب وجماعته!